تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شكري القوتلي في سطور

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
ولد الرئيس شكري القوتلي في عام 1891 ومن ارومة القوتلي الطيبة انحدر هذا الرجل الكبير وفي هذا البيت الكريم نشأ وترعرع وتلقى دروس الحياة.

درس شكري القوتلي كعادة اهل ذاك الزمان لدى الشيوخ فحفظ القرآن ثم انتقل الى المدرسة العازارية ومنها الى اعدادية دمشق ثم التحق في عام 1908 بالمدرسة الشاهانية في استنبول وكانت اكبر مدرسة للعلوم السياسية والادارية.‏‏

وفي هذا العام بدأت حياة القوتلي السياسية فانتمى الى (المنتدى الأدبي) الذي كان يضم نفرا من الشباب العرب الذين نذروا نفوسهم لاستعادة مجد امتهم التليد واعادة حريتها وسيادتها واستقلالها وقد زاد اعلان الدستور العثماني في عام 1908 في ثقة الشباب الاحرار بانفسهم وضاعف نشاطهم لاستعادة مجد وطنهم السليب ونتج عن ذلك تأسيس عدة جمعيات كانت تعمل للفكرة العربية سرا ومنها جمعية العربية الفتاة التي كان القوتلي من كبار اعضائها وعندما عاد الى بلدة دمشق في عام 1913 اخذ يبشر بمبادىء هذه الجمعية ويروج لتحقيق اهدافها وغاياتها حتى نمت وشملت اكثر اجزاء الوطن العربي وانتمى اليها الكثيرون من ابناء الامة العربية.‏‏

عند ما زار سمو الامير فيصل بن الحسين دمشق في عام 1915 اجتمع الى اركان جمعية (العربية الفتاة) وانضم اليها وهناك وضعت الخطة لاستقلال الامة العربية وحمل سموه مفصلات هذه الخطة الى والده الشريف حسين في مكة واطلعه عليها. ولم يمض وقت طويل على سفر الامير حتى امر جمال باشا حاكم الشام باعتقال القوتلي لخنق هذه الحركة باعتباره من ابرز دعاتها ثم اطلق سراحه تهدئة للنفوس الثائرة ثم ما لبث ان اعتقله ثانية وزج به في سجن خان الباشا بدمشق مع لفيف من احرار الامة العربية الذين اذاقهم الترك انواع البلاء وصنوف العذاب مما حدا بالقوتلي للانتحار.‏‏

لما قدم القوتلي للمحاكمة امام المجلس الحربي كانت الثورة العربية قد اندلعت في الحجاز وشملت الاقطار العربية وهدد الحسين باعدام المعتقلين الاتراك لديه اذا اصيب احد من الاحرار العرب بسوء ثم افرج عنهم وانتهت الحرب العالمية الاولى بانسحاب الاتراك من البلاد العربية.‏‏

اتخذ مجلس الوزراء السوري قرارا باعتبار 17 نيسان عيدا وطنيا لسورية وقرر الاحتفال به في كل عام وشاركت سورية في العيد الاول الذي احتفلت به مصر والسعودية ولبنان والعراق وشرقي الاردن وفلسطين.‏‏

في عام 1948 جدد انتخاب القوتلي لرئاسة الجمهورية السورية للمرة الثانية.‏‏

زارت مصر في عام 1955 عدة وفود طالبة الى القوتلي العودة الى سورية وكانت هذه الوفود تمثل الهيئات الوطنية والسياسية وقد لبى هذه الرغبة بعد ان قضى اكثر من خمس سنوات في مصر كان خلالها موضع التجلة والاحترام.‏‏

وفي 18 اب 1955 اجتمع مجلس النواب وانتخب القوتلي رئيسا للجمهورية باكثرية الاصوات فاستقبل هذا الانتخاب بالارتياح الكبير في دول العالم العربي.‏‏

منذ أن انتخب للرئاسة الاولى راح يسعى لجمع شمل العرب وتوحيد صفوفهم وكان تجاوب هذه الرغبة اكثر ما يكون لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر ولاسيما بعد ظهور حلف بغداد فتعددت اجتماعات الرئيسين وتوثقت الاواصر بينهما اكثر فأكثر بعد العدوان الثلاثي الاثيم على مصر.‏‏

في 1 شباط 1958 اعلن القوتلي كما اعلن سيادة الرئيس عبد الناصر ولادة الجمهورية العربية المتحدة وعندما اجتمع البرلمان السوري بعد ايام رشح الرئيس عبد الناصر للجمهورية الجديدة.‏‏

خلال الاسبوعين الاخيرين اقيمت سلسلة من الحفلات الرسمية والشعبية تكريما للقوتلي اعربت فيها جميع الهيئات عن تقديرها العظيم لموقف فخامته ووضعه مصلحة العرب العليا فوق أي مصلحة اخرى.‏‏

في يوم 21 شباط كان فخامته اول من اقبل لانتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة في الاقليم السوري فكان مثال الرجل المؤمن الصادق وايد الشعب السوري رغبة فخامته فاقبل اقبالا منقطع النظير على الاقتراع.‏‏

وهكذا ضرب القوتلي اروع مثال في التضحية وانكار الذات فقدر الشعب السوري والشعب المصري صنيعه واقاموا له في كل قلب تمثالا للاخلاص والمحبة والتقدير‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية