|
حدث وتعليق لأطراف المشروع الامريكي الصهيوني, لا يترك مجالا للشك بأن هذا الجزء الحيوي من العالم, سيبقى في دائرة الضوء والاضطراب والتفجر, وإزاء استحقاقات جد خطيرة تدفع إليها قسرا, بموجب مخططات خارجية مرسومة, وأجندة مطلوب تنفيذها وفق سيناريوهات مختلفة, هي من الوضوح بحيث لم يجد صقور الإدارة الأمريكية, من المحافظين الجدد واليمين المتصهين أي حرج في إشهارها,وتبيان حقيقة أهدافها بصفاقة غير معهودة. فمناطق التوتر والحرائق يجري توسيعها بقصد خلق مناخات دائمة من الفوضى,وإيجاد حالة من عدم الاستقرار يمكن استخدامها وتوظيفها واستثمارها, كذرائع لممارسة اساليب الترهيب والابتزاز والتدخل, وإملاء السياسات الأمريكية المنسجمة كليا مع مشروع (الدولة اليهودية), والمكرسة لخدمة أطماعها تلك التي تقوم على العدوان والاحتلال والتوسع, والقتل والإرهاب والجريمة المنظمة والإلغاء, وصولا لتطويع المنطقة وإركاعها وإنجاز قيام هذه الدولة المزعومة على أنقاضها. والقصد هنا ليس التهويل والتخويف بقدر ما المقصود العودة لتسليط الضوء, على ما يحاك في السر والعلن ضد هذه الأمة, والتذكير بأن ما من أحد بمنجاة من شرورها وتداعياتها, الأمر الذي يستوجب اتخاذ أقصى درجات اليقظة والحذر, والاستعداد الذي يكفل التعامل الموحد مع التحديات والمستجدات الطارئة, بفاعلية وقوة, إن لم تستطع درء الخطر فعلى الأقل, التخفيف من وقعه والحد من آثاره وانعكاساته, وإشعار العالم أن الساحة العربية ليست مشاعا مباحا, مفروشة دروبه بالورود في وجه محاولات الأخذ والاختراق, وتعميم (ديمقراطية الموت)الأمريكية- الصهيونية . ولنا في فلسطين ولبنان والعراق ودارفور في جنوب السودان كما في افغانستان, العبر والدروس والنماذج الصارخة على سوء التقدير, والاكلاف الكارثية للاستمرار في القراءات الخاطئة وسياسات الهروب وادارة الظهر, ووضع الأوراق كلها في سلة أمريكا, والرهان عليها وعلى إرضائها وكسب ود حليفها الاسرائيلي, وتغليب ذلك على المصالح القومية العليا وعلى الحقوق العربية, التي نعرف جميعا استحالة التسليم بها, واستعادة المغتصب منها بغير خيارات المقاومة وتصحيح معادلات القوة. |
|