تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تجارة الحليب

من البعيد
21/2/2008
سلامة دحدل

درعا من المحافظات الغنية بإنتاج الحليب ومع ذلك تفتقر لوجود معمل حكومي يقوم بتصنيع الألبان ومشتقاتها..? وإنتاجها السنوي من تلك المادة يصل لنحو 75 ألف طن ومع ذلك لا توجد فيها جهة محددة تقوم بأعمال التسويق والنقل وفي ظل ذلك الخلل والتناقض نشطت تجارة الحليب بالمحافظة,وبرزت إلى السطح مجموعة من السماسرة الذين يبتزون مربي الثروة الحيوانية ويتسوقون إنتاجهم بأسعار متدنية وأحياناً أقل من الكلفة كيف?.

التجار يشترون الكيلو الواحد من المربي ب18 ل.س في حين يبيعونه للمعامل الخاصة ولمصنعي الأجبان في الورشات والمنازل ب 22 ليرة ليصل بعد ذلك إلى المستهلك بأكثر من 25 ليرة وفي النتيجة يربح التاجر ويخسر المربي ويكتوي المستهلك? وأمام وفرة إنتاج الحليب في محافظة درعا ومعاناة المربين في تصريفه بأسعار معقولة لا بد من وجود معمل كبير لتصنيع الألبان لأن إقامة مثل تلك المنشأة الاقتصادية يحقق أهدافاً متعددة أولها تسويق الحليب بأسعار مجزية للمربين تعوض عليهم أتعابهم وتشجعهم على تربية الثروة الحيوانية وتنميتها بالمحافظة, وثانيها تصنيع المادة بطرق علمية وفنية وصحية تجعل المستهلك أكثر إطمئناناً على سلامة المنتج وحمايته من التلوث والإصابة بالجراثيم والأمراض الضارة بصحة الإنسان كالحمى المالطية وغيرها التي غالباً ما تأتي عن طريق الألبان المصنعة يدوياً, وآخرها المساهمة في دفع عملية التنمية وتوفير فرص عمل جديدة بالمحافظة وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.‏

ترى هل يتحقق هذا المشروع الذي يحلم به أبناء المحافظة منذ زمن بعيد?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية