|
قضاياالثورة ذلك أن إدارة بوش وبدلاً من الالتفات نحو المناطق المنكوبة بالإعصار في(نيوأورليانز« والولايات الأخرى, وصبِّ الجهد في اتجاه تخفيف الآلام والمعاناة عن عشرات الآلاف من العائلات وأخذ العبر والدروس من هذه الكارثة, وبالتالي المراجعة للسياسات الخاطئة المأزومة في الداخل وخارج الحدود,الغارقة في وحول ومستنقعات العراق وأفغانستان وفي الاصطفاف الخانع خلف الكيان الصهيوني, تواجه على أرضية التدخل والغزو والانحياز الأعمى الاستنزاف المادي والبشري والسياسي, راحت تواصل بالعناد المعهود وعلى أعلى المستويات بدءاً من سيد البيت الأبيض وانتهاء لانهاية بوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس, سياسة الهروب والتغطية على الأزمات والتقصير في معالجتها, بفتحٍ للنار وتسعيرٍ لنبرة وحمى الضغوط وحملات الافتراء والتضليل في اتجاهاتٍ مختلفة, خصت المنطقة العربية وسورية بالقسط الوافر منها بأمل صرف النظر عن الأزمات, والتعويض عن الفشل والهزائم المتلاحقة لمشروعاتها ومخططاتها في أكثر من مكان. لقد اعتقدنا واعتقد العالم أن زمن التهديد والوعيد والتلويح باستخدام القوة, وسيلةً لترهيب الشعوب وابتزازها وفرض الإملاءات والشروط عليها, والحؤول دون استقرارها وتطورها وتقدمها قد ولى إلى غير رجعة وانتهى بانتهاء الحرب الباردة, لكن الذي حصل أن التفرد الأميركي وفي غياب لمعادلة التوازن على الساحة الدولية,قد أغوى المحافظين الجدد واليمين المتطرف والمتصهين وحرك لديهم نوازع وأطماعاً استعمارية قديمة بالهيمنة والسيطرة الكونية, هي اليوم موضع مجاهرة وفي سباق مع الزمن تحرق الأخضر واليابس, وتغرق العالم وهذه المنطقة في المقام الأول بالحروب والدم. باختصار شديد فإن صقور الإدارة الأميركية الحالية يشيعون اليوم مناخات من الاستعداء والكراهية,والثأر لانتكاسات مشروعاتهم المتطابقة مع المشروع الصهيوني,ويوجهون سهامهم وحرابهم في اتجاه قلاع الممانعة العربية وتلك التي لاتروق لهم أنظمتها وسياساتها في أنحاء متفرقة وكثيرة من هذا الكون..والطامة الكبرى والكارثة أن يجد العالم نفسه محكوماً بشخوصٍ من هذا الطراز, وأسير عقليةٍ شوفينية مهووسة بإشعال النزاعات والحرائق والحروب وتعميم الفوضى والإلغاء للآخر, ولايحسن بعد كل هذه التجارب المرة والطويلة سواء عبر تجمعاته أم من خلال منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها, التعامل مع مثل هذا الخطر والتحدي الكبير والتخفيف من اندفاعاته وحماقاته إلى أدنى الحدود, حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين وانتصاراً لقيم ومبادىء الحق والعدل. وإذ نتعشم أن يتم ذلك على وجه السرعة وقبل فوات الآوان, فإننا نتطلع بعين التفاؤل إلى التحول الكبير في الرأي العام الأميركي, واعتراض قرابة الستين بالمئة من الشعب الأميركي على أسلوب إدارة بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس, وأدائهم السياسي والحربجي في العراق وبأن يمثل هذا التحول, عامل ضغطٍ وعقلنةٍ وزجر بوجه هذه الحرب القذرة وفي وجه أي مغامرات أو حروب أخرى, لن تعود على الأميركيين أنفسهم وعلى العالم بغير المزيد من الكوارث والآلام. |
|