|
مراسلون ويبدو أن مجلس المدينة برؤسائه المتعاقبين ينسى أو يتناسى أننا في زمن لا يناسبه التغاضي والتأجيل والتسويف خاصة إذا كانت القضية تتعلق بحياة الناس, فهنا تصبح ملحة أكثر من غيرها وتتطلب معالجة سريعة, لكن هناك دائما استدراك فقد اعتدنا الإهمال حتى فيما يخص أرواح الناس, فهل يعقل أن تفوق حوادث الغرق في ساقية الري بحمص الحوادث التي تقع على شاطىء البحر في مدينتي اللاذقية وطرطوس لأنها بلا سور..!
الكلام السابق لا يندرج ضمن إطار المبالغة الصحفية, وإنما سندرك حجم الكارثة الموجودة حسب الاحصائيات الموجودة لدى فوج اطفاء حمص. السور بين أخذ ورد تمر ساقية الري بحمص عبر أحياء تشهد كثافة سكانية كبيرة وهي بابا عمرو والخالدية عبر شارعين هما الخطيب البغدادي والنويري وهي مساكن المعلمين وهي بلا سور من الجانبين, وقد قدرت مصلحة الحدائق التابعة لمجلس المدينة وفق المسح الذي أجرته أن الساقية بحاجة الى سور بطول 4000م طولي, ثم أجريت دراسة مالية لتقدير الكلفة الاجمالية مع شكل مقطعي مماثل للأجزاء الموجودة, وقدرت حينها الكلفة بخمسة ملايين ليرة سورية, وعندما عرضت على الدائرة الفنية في البلدية تم رفضها لأن الشكل المقترح للسور يشبه قضبان السجن فأعيدت للدراسة من جديد وبشكل مختلف عما هو معروض وتمت دراستها وبمقاطع أخرى تحوي لمسات فنية, وبكلفة وصلت الى 13 مليون ليرة, وهذه المرة رفضت أيضا لضخامة المبلغ وعدم وجود ميزانية مخصصة لهذا البند عام 2004 ولم تخصص البلدية اعتمادا لتنفيذ السور في عام ,2005 وإنما أدرج بخطة 2006 وبكلفة 14 مليون ل.س والنتيجة زيادة عدد حوادث الغرق والوفيات في الأحياء التي أشرنا إليها وخاصة من الأطفال بينما يرى مدير دائرة الشؤون الفنية في مجلس المدينة أن حوادث الغرق ليست بسبب عدم وجود سور, فالحوادث ستقع حتى لو وجد السور..!!والغريب في الأمر أن دائرة الشؤون الفنية اعتبرت مبلغ 13 مليون ليرة مبلغا ضخما ووافقت في النهاية على الكلفة البالغة 14 مليونا. وقد علمنا أن موضوع سور الساقية أثير من قبل بعض أعضاء المكتب التنفيذي المستقلين في مجلس المدينة منذ بداية العام ,2004 أما رئيس قسم الدراسات فقال إن قضية السور استغرقت وقتا حتى تم حسم أمره بين مديرية حوض العاصي ومجلس المدينة, وأكد أنه فعلا تم تقديم دراستين بهذا الخصوص عام 2004 ورفضتا بحجة أن ارتفاع السور 120سم- عالٍ ومكلف, وقد استقرت الدراسة الأخيرة على تنفيذه بطول 45سم حديد وشناج أرضي بطول 40سم, وفي الدائرة نفسها قالت المهندستان نورما طرابلسي وآمال الحسن أنهما اقترحتا عدة نماذج وتم اختيار النموذج الأقل كلفة وفق الكتاب الموجه الى دائرة الشؤون الفنية في مجلس المدينة ويحمل الرقم 326/ص. رأي فوج الإطفاء خلال زيارتنا لفوج اطفاء حمص وافانا العقيد علاء الدين طوزان قائد الفوج باحصائية تتضمن عدد حوادث الغرق في الساقية منذ عام 2000 وحتى بداية الشهر الثامن من العام الحالي وهي كما يلي: وأضاف السيد علاء الدين أنه في نهر الفرات هناك 16 حادثة حتى الآن, وفي اللاذقية وطرطوس لم تبلغ الوفيات ما تبلغه في ساقية ري حمص. وعن دور الفوج في إنقاذ الغرقى قال: لا نستطيع إنقاذ الحالات التي نخبر بها, ومن النادر جدا أن ننقذ أي غريق, فمن بين 50 حادثة يمكننا أن ننقذ حالة واحدة. ونحن نعاني كثيرا من هذا الموضوع لكثرة الحوادث التي تقع, وأخيرا اقترح أحد المواطنين أن يتم تركيب مصائد موقتة على جزء الساقية المار عبر الأحياء السكنية, فأغلب الوفيات الحاصلة سببها عدم بقاء الغريق في مكانه الى حين وصول فوج الاطفاء. تعقيب لا نعتقد أن هناك مشاريع لدى مجلس مدينة حمص ذات أهمية أكثر من مشروع تنفيذ سور للساقية, لأن الأمر يتعلق بحياة الناس, أم أننا ننظر بالمنظار نفسه لكل القضايا وتكون النتيجة الاستهتار حتى بالأرواح البشرية. |
|