|
ثقافة وهمسة التي أثبتت في هذه الأمسية قدراتها الصوتية الكبيرة، فصوتها جهوري صاف ذو نبرات واضحة، إلا أن ما يعيبها أحياناً سوء اختيار ما تغنيه.
فقد كانت موفقة جداً في تقديم أغنية (أنا بعشقك) لمطربتنا الكبيرة ميادة الحناوي. في الأغنية أطلقت العنان لصوتها الواسع المساحة أن يصول ويجول، فأوصلتنا إلى حالة النشوة في الطرب، وكذلك أبدعت حين قدمت أغنية (أوعدك) للمطربة سعاد محمد. فهذا اللون الطربي هو الذي يناسب صوت همسة. لكن في بقية البرنامج كانت همسة غير موفقة في الاختيار. فقد قدمت وصلتين من الغناء الشعبي مثل القدود الحلبية وغيرها. لماذا تضيع قدراتها الصوتية في هذه الأغنيات، لتتركها للأصوات الصغيرة. ثم إن أي مطرب مهما كبرت قدراته الصوتية لايمكن أن يناسب صوته جميع ألوان الغناء، هناك ألوان يصول ويجول فيها، وألوان أخرى لاتناسب صوته. وعلى سبيل المثال مطربنا الكبير صباح فخري بقدراته الصوتية الخارقة، لم يقترب من بعض ألوان الغناء رغم جماله وشهرته، فهو على سبيل المثال لم يغن لفريد الأطرش ولا لعبد الحليم حافظ، ولاحتى للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب إلا نادراً. لأنه يدرك أن هذه الألوان لاتناسب صوته. والمطرب بصورة عامة لايكفيه جمال الصوت وقدرته، إنما تلزمه الثقافة الموسيقية التي تساعده على حسن الاختيار، وهذا ما ينقص همسة. أيضاً لم توفق همسة في وصلتها الكلثومية لسببين. فقد قدمت مقاطع من أغنيات (ألف ليلة وليلة) و(عودت عيني على رؤياك) و(بعيد عنك حياتي عذاب) و(الأطلال) على شكل وصلة. إن معظم مقامات هذه الأغنيات متنافرة تنافر القطبين الموجبين، وهذا التنافر ظهر واضحاًفي الانتقال من أغنية إلى أخرى، فكان الانتقال قاسياً على آذاننا، ونحن الذين جئنا لنطرب. وكان الانتقال من أغنية لأخرى يشكل نقطة ضعف للمطربة والفرقة. أما السبب الثاني فيتمثل في اننااماكدنا (نسلطن) في أغنية (ألف ليلة وليلة) حتى انتقلت بنا إلى أغنية جديدة، فضاعت السلطنة. وكان من الأفضل أ ن تقدم همسة أغنية كاملة لأم كلثوم بدون إعادات لتستغرق منها الأغنية نفس وقت الوصلة، وكنا قد استمتعنا أكثر. |
|