|
صفحة أولى طوال السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية، وحسابات الحقل لم تتطابق وحسابات البيدر، لكون زراعة «العفير» الأميركي الإسرائيلي الوهابي، لم يشأ لها أن تُروى كما أراد أصحابها، والقنوات التي فتحوها لم تكن مياهها صالحة للسقاية، وحملت بين حباتها سماً تجرّعه المرتزقة في البقاع السورية، وبالتالي ما كان مخططاً له ومرسوماً مزقته رياح الصمود والمقاومة، وضربته بوجه الأسياد والخدم والتابعين، لتأتي بعد ذلك رسائل الغزل تتطاير متسابقة إلى سورية التي أرادوا إسقاطها، بعد أن ضاقت الخيارات أمامهم، ولم يبق سوى الاعتراف بالواقع من أجل التصرف على أساسه ومن وحيه، وخاصة أن تصريحات أخرى أكثر أهمية من ثرثراتهم كانت تؤكد في كل مناسبة أن السوريين وحدهم يقررون مصيرهم بأنفسهم، والحكومة السورية شرعية ولا تزال. سورية والأطراف الفاعلة اليوم في آستنة «8»، وثمة حديث عن تثبيت التقدم العسكري، وإضافة مناطق جديدة لـ»خفض التوتر»، ووضع القواعد اللازمة لجنيف القادم، يرتبط بدوره مع سوتشي و يتم الإعداد له ليجمع السوريين تحت مظلته، من أجل التأسيس لمصالحة شاملة يُبنى عليها مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي. وسورية اليوم بخير طالما تتخلص من الإرهاب الذي يأكل نفسه في مناطق كثيرة، بعد أن أدار «الثورجيون» ظهورهم لـ» أخوان السلاح»، وهاهم يعملون بتجارة الحجر والبشر، في تركيا وأوروبا والخليج، بعد أن سرقوا أموال «الربيع» المشؤوم، لمجرد سماعهم أن أميركا قررت رفع الدعم عنهم، وعمّن يشبههم وعمل تحت إمرتهم وكان وقوداً لمشاريعها. باتت البلاد على مسافة قصيرة جداً من الانتصار، وخاصة أنها تتابع معاركها بثقة مفتتحة خطوطا أخرى لها، بينما ورطة الولايات المتحدة وأتباعها تتفاقم، نتيجة ما ينتظرهم من مخاطر، حيث أضحى أولئك بين راغب في العودة إلى جادة الصواب، وبين متمنع، وبين خائف من غضب البيت الأبيض، وهو ما دفع بعض الأطراف مؤخراً للتلويح بتغيير السياسة التي اعتادتها إداراتهم السابقة، والتي تجاهلت حقيقة تعرض سورية للإرهاب الدولي المنظم، ومشاركتها في هذا الإرهاب والسباحة عكس التيار. |
|