تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الشعبي والفطري

رؤية
الأحد 8-9-2019
أديب مخزوم

ثمة علاقة متداخلة وملتبسة بين مصطلح الفن الشعبي ومصطلح الفن الفطري، ولإزالة هذا الالتباس نشير الى ان الفن الشعبي يشمل كل الفنون الموجهة لعامة الناس، ومن ضمنها:

الفن الواقعي «بوب آرت» والملصق الإعلاني، وفن الكاريكاتير، والفنون الزخرفية «الأرابسك» وغيرها من الفنون الواضحة والمفهومة، والتي لا تحتمل التأويل والاجتهاد.‏

ولهذا فالفن الشعبي مرتبط بالاسلوب وليس بالموضوع، فموضوع دمشق القديمة شعبي بامتياز، وفي أكثر الأحيان يعالج برؤية واقعية أو تقريرية أو مباشرة، وحين يقدم بطريقة تعبيرية مبسطة، يخرج من إطار الفن الشعبي، ويدخل إطار فن النخبة لأنه بذلك يصبح بحاجة إلى ثقافة فنية ومعرفة بالتيارات والتقنيات الحديثة.‏

وأول إشكالية تطرحها عبارة فن فطري، تكمن في أن معظم الفنانين يعتبرونها تهمة، حين تلصق بتجاربهم، وخاصة إذا كانوا قادمين من المحترفات الأكاديمية، ويمتلكون ثقافة فنية، وهذا الاعتقاد غير صحيح، فاللوحة الفطرية يمكن أن تكون صادرة عن فنان أكاديمي أو غير أكاديمي ، حين تكون حركة خطوطها وألوانها مرسومة بصدق مطلق، قريب من عفوية وتلقائية رسوم الأطفال. وثمة نقاط التقاء بين الفن الفطري والفن الشعبي، فهما يلتقيان في ان كليهما موجه لعامة الناس، ولا يحتاجان لثقافة بصرية، لاستشفاف عناصرهما الجمالية والتعبيرية. ولإزالة الالتباس يمكننا القول إن الفنان الفطري يمكن أن يكون أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، ويمكن أن يكون عالماً في الفن بآن واحد.‏

وهنا نقدم أجوبة لتساؤلات كثيرة مكثفة وصارخة، في خطوات المقاربة والمباعدة بين الفن الفطري والفن الشعبي، ونؤكد وبشكل ملفت مدى التباعد والتقارب بينهما، والفنان الفطري يؤكد هواجس استمرارية اللوحة المستمدة من القصص الشعبية (مثل عنترة وعبلة).‏

وعلى خلاف ذلك قد تبرز في اللوحة الشعبية، ملامح تصويرية واقعية تتحاور وبشكل لافت ومباشر مع عناصر الطبيعة والعمارة والاشخاص وغيرها.‏

facebook.com adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية