|
حديث الناس ضمن الامكانيات المتاحة لإيجاد جميع الوسائل المساعدة لرعاية أجيالها الصاعدة. ومنذ المراحل الأولى للتعليم عن طريق المناهج الدراسية وإيجاد المنظمات التي ترعاهم بشكل مبكر وتساهم في تقديم الإرشاد والتوعية والتنبيه المستمر حول جميع القضايا التي تؤثر على نموهم وعلى مقدراتهم الذهنية وخصوصا فيما يتعلق بآفة العصر, إن صحت تسميتها, وهي المخدرات وانعكاسها السلبي على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام. إن الحديث عن هذا الموضوع يتطلب توعية مستمرة, وتكريس يوم عالمي للمخدرات له دلالاته حول حجم المشكلة التي بدأت تتزايد وتختلف حدتها من مجتمع إلى آخر, ما جعل التعاون الدولي في هذا المجال يأخذ أشكالا مختلفة حول طرق مكافحتها عبر مؤتمرات متخصصة تتناول وتحلل انعكاساتها, والطرق الناجعة للحد من انتشارها كونها تشكل تهديدا مباشرا لحياة الفرد وتجعله يتلاشى وينهار, والتقارير التي تتحدث عن ذلك ترد التعاطي إلى جملة أسباب تسود المجتمعات في أزمنة الحرب والمآسي والكوارث حيث تتولد الرغبة الجامحة تحت تأثيرات نفسية في الهروب من المشكلات التي يواجهها الفرد. إن النمو المتصاعد لحالات الانتحار والشذوذ في بعض المجتمعات ليس فجائيا وإنما هو نتيجة لحالات الإدمان التي بدأت تغزو المجتمعات والتي جعلت المدمن لا يتورع عن قتل الحياة في مجتمعه بطرق كثيرة, وفي النهاية قتل نفسه لأنه يكون عاجزا وغير مدرك ومسؤول عن تصرفاته. إن مخاطر الإدمان الاجتماعية تكاد لا تحصى, فالمدمن بالمحصلة هو شخص غريب عن أسرته ومجتمعه ووجوده يشكل خطورة كبيرة كونه عاجزا عن تقديم أي شيء وغير قادر على مواجهة أي مشكلة تواجهه بسبب الضعف الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته نتيجة تعاطيه لهذه السموم. ونلاحظ أن معظم دول العالم أوجدت المشافي المتخصصة لعلاج حالات الإدمان وإعادة الفرد إلى وضعه الطبيعي في مجتمعه بعد أن يتعافى. مكافحة المخدرات تشكل هاجسا عالميا وتنظم الحملات لمكافحتها عبر صيغ واتفاقيات دولية إضافة إلى معاقبة كل من يتعامل بها, وفي بعض الدول تصل العقوبة لمن يتعامل مع هذه السموم إلى عقوبة الإعدام بسبب مخاطرها إن كان على صعيد الجسد أو النفس أو العقل. إن بلدنا خال من زراعة وإنتاج المخدرات, والجهود حثيثة وعلى جميع المستويات من أجل مكافحة ومنع دخولها, على الرغم من أن المخدرات لا تشكل خطورة على مجتمعنا لقلة انتشارها, وعدد المتعاطين مع هذه السموم يكاد يكون لا يذكر ومع ذلك لا نترك مؤتمرا دوليا أو عربيا إلا ونشارك به من أجل مكافحة هذه الآفة, إضافة إلى الندوات التخصصية التي تقام والبرامج التي تسلط الضوء على مخاطر ذلك والتذكير الدائم بنصوص القانون وعقوباته القاسية لتشكل رادعا, ويبقى إيجاد الوسائل التي تجعل طاقة الشباب تتحول إلى قوة فاعلة عبر اشراكهم بالأعمال التطوعية والنوادي المخصصة لملء فراغهم إضافة إلى دور الأسرة الذي يعتبر الأساس والمكمل لدور المدرسة, ويبقى نشر الوعي والتأكيد على مخاطر هذه السموم مسؤولية جماعية. |
|