تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثلثي فقراء العالم من النساء...الفقر يدمر الحياة الأسرية وينسف استقرارها

عالم النساء
الاثنين 22/10/2007
صبا يوسف

قضايا المرأة في مجتمعنا تأخذ طابعا أكثر تعقيدا من المسائل الاجتماعية الأخرى والفقر من أكثر المسائل حرجا ومن أعقد القضايا التي تمس المرأة وتعاني منها في مجتمعنا وللمرأة أنواع فيما يخص الفقر فمنها من تحاربه ومنها من تستسلم له ولضغوطه

فإما أن تسلك طريقا خاطئا لتقضي عليه وعلى نفسها معه ومنها من تستسلم له ولا تحاول أن تخرج من دائرته ولو بأبسط الوسائل والطرق لتعيش, وتثبت الدراسات أن أعلى نسبة للفقر هي الواقعة على فئة النساء فإذا كان عدد فقراء العالم أجمع 1 بليون نسمة فإن ثلثي هذا العدد هم من النساء حسب التقرير السنوي للبنك الدولي.‏‏

وفي السطور القادمة نلقي الضوء على التأثيرات التي يتركها الفقر على حياة المرأة وكيف يساهم أحيانا في تدمير السعادة الأسرية وايصال المشاكل الاجتماعية إلى طريق مسدود.‏‏

غير مخصصة للبيع‏‏

الآنسة ألوان/ع 35 سنة تقول: إن الجانب الأكثر ضغطا على المرأة بموضوع الفقر هو جعلها مضطرة للعمل في المنازل وتتحمل أصحاب المنزل مهما كانت معاملتهم بسبب فقرها أو لدى العمل في القطاع الخاص تتحمل سوء معاملة رب العمل حتى تستطيع كسب قوتها.‏‏

الفقر بين السالب والموجب‏‏

السيدة سامية /ص 38 سنة تقول: إن الفقر يؤثر تأثيرا كاملا على المرأة وما يحيط بها فيؤثر فيها سلبا أو ايجابا وتؤثر هي بالمحيطين بها في أسرتها والمجتمع سلبا.‏‏

الآنسة سميرة / 40 سنة: عندما تكون المرأة واعية لا يعتبر الفقر مشكلة لأنها تستطيع أن تكون مدبرة وممتازة في أمور بيتها فالفقيرة هي فقيرة العقل لا المال فإذا تجاوزت بعضاً من ضغوطات المجتمع استطاعت أن تعمل في أي مجال شريف وبالتالي لتجاوزت فقرها.‏‏

الانحراف والفقر‏‏

أما السيد رامز/خ 65 سنة فيرى أن الفقر ليس سببا للانحراف بل الاستعداد النفسي والاخلاقي هو الذي يؤدي للإنحراف فالمرأة الفقيرة يمكن أن يستغل فقرها ولو أرادت أن تكسر القيم التي تربت عليها فهي تستطيع أن تخرج من دائرة الفقر بسهولة.‏‏

السيد ابراهيم/ش 30 سنة يرى أنه عكس ما يشاع عن الفقراء بأن فقرهم يجعلهم يسيئون التصرف وأمام خروجهم من حالتهم يفعلون أي شيء فهو يؤكد أن أبناء الفقراء من نساء ورجال يعتبر قانون العيب لديهم حداً إلا ماندر وقهرتهم ظروفهم أو استغل فقرهم بسبب عدم وعيهم أو التفكك الأسري.‏‏

الفقر والمراهقة‏‏

زينة /أ 20 سنة تقول أنا في الجامعة وأحزن على زميلات كثيرات بسبب العوز والفقر وعدم قدرتهن على الظهور كغيرهن من حيث اللباس وحمل أجهزة الموبايل ولذلك نجد الكثيرات يتجهن لاستغلال جمالهن وأجسادهن للحصول على المال اللازم لتلبية متطلباتهن واحتياجاتهن وتقليد الأخريات.‏‏

قنبلة موقوتة‏‏

السيد عيسى /ع 35 سنة إن الزوجات هذه الأيام لا يحتملن الفقر خصوصا عندما يتعلق الأمر بحاجات أولادهن فهي تتحول لقنبلة موقوتة وتطلب مصروفا للمنزل فوق طاقة الرجل وعندما يقدم ما تحتاجه تسعده وعندما يقصر بشيء تلعنه وتلعن الفقر الذي جلبه لها وحرمها من سعادتها فالفقر عدو السعادة الأسرية.‏‏

رأي علم الاجتماع‏‏

وحول قضية الفقر وارتباطه بالمرأة التقينا الباحث الاجتماعي زهير خليل:‏‏

كان عند المرأة من العزيمة والصلابة والقدرة على مواجهة الحياة بأمور بسيطة في الماضي ماتفتقده المرأة اليوم وتغيرت المرأة وأصبحت أكثر هشاشة وأقل ثباتاً وإرادة وباتت مبهورة بما تراه من التسويق السلعي وأصبحت ثقافة السلعة الأكثر قربا من تفكيرها وقد لعب دوراً بهذا الأمر طبيعة المجتمع الاستهلاكي فقد كان مجتمعنا يأكل مما ينتج والآن اختلف الوضع.‏‏

أما في مجتمع الريف فالأمر يختلف حيث يوجد تكافل اجتماعي أعلى حيث يتقاسم الجميع الفرح والحزن نوعا ما وهذا التكافل يحمي الناس من الانحراف أما في المدينة أصبح هناك فردية وتمحور حول الذات وخلل في الحميمية الاجتماعية و الشعور بالمسؤولية أصبح أقل وهذا الوضع أثر على المرأة خصوصا والمجتمع بشكل عام بين ريف ومدينة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية