|
جون إفريك وفي حال أرادت الولايات المتحدة الأميركية الحفاظ على زعامتها العالمية لمرحلة ما بعد بوش عليها معرفة قدر نفسها جيدا أي حدود قوتها وعظمتها حيث تبقى القوة العظمى الوحيدة والدولة الوحيدة القادرة على الوصول حيثما تشاء وفي أي وقت كان كما وتتمتع بقوة عسكرية واقتصادية وسياسية وثقافية أكثر من أي دولة يمكن أن تنافسها. وبعيدا بنا عن العداء الذي يكنه العالم لشخص وسياسة الرئيس بوش ينظر العالم بعين الاعجاب والود لبلاد العام سام والغريب أن ذلك ما أبداه العديد من الايرانيين الذين أكدوا أنهم ليسوا أعداء لأميركا. ولكن وفي سياق ممارسات السلطة والقدرة الأميركية التي تمارسها الإدارة الأميركية الحالية تآكلت تلك الشعبية حيث فضلت واشنطن وخلال الستة أعوام المنصرمة وهي المدة التي مضت على الادارة الأميركية بزعامة بوش في السلطة تحديد نفسها قياسا لحفنة من الاعداء على حساب العديد من اصدقائها. وفي ظل إدارة الرئيس بوش لم يدرك البيت الأبيض ضرورة وضع حد وتقدير مدى تأثير الهيمنة الأميركية. وكانت إدارة بوش قد اعتبرت احتلال العراق ضرورة قصوى لإلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة وتلك حجة تكشف بطلانها وكذبها واتضح أن عملية ( الصدمة والرعب) التي استهلت بها واشنطن حربها على العراق كانت استعراضاً وحشياً وفظيعاً لقوة وقدرة واشنطن وعلى حد زعم وزير الدفاع الأميركي الاسبق دونالد رامسفيلد ( محب فرنسا) (تم قلب نظام حكم صدام حسين من أجل تشجيع الآخرين على معرفة الديمقراطيين جيدا) ولكن بدلا من ذلك عملت الحرب على العراق على تحريض الاسلام المسلح وصرفت اهتمام الولايات المتحدة عن محاصرة القاعدة. وإن كان من المرتقب تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق الصيف المقبل إلى 130 ألفاً فإن تلك العودة إلى العدد الذي كان قبل ( بدء المقاومة) يعتبر في حد ذاته ضرورة عسكرية اكثر منه خياراً سياسياً كما وألمحت الإدارة الأميركية إلى اجراء تخفيض آخر لعدد قواتها في العراق ربما حتى يصبح 100 ألف جندي أي في وقت تكون الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية على أشدها بيد أن تلك الأجندة سوف تترك على عاتق خليفة الرئيس بوش حملاً ثقيلاً كما كان الحال في سايغون العاصمة الفيتنامية أي هبوط الحوامات فوق سطح السفارة الأميركية في بغداد. وسيقول الساخرون إن الرئيس بوش يرغب أن يسبب العراق لخليفته ( ولاسيما إن كان ديمقراطيا) ضيقا ومتاعب بالقدر الذي عانى منه خلال فترة رئاسته وتلك أمنية تبدو حظوظها قوية بالتحقق وبما أن الوقت مازال باكرا على الحملة الانتخابية المقبلة على المرشحين للرئاسة الأميركية لعام 2008 تحاشي الدخول في أي جدل يتعلق بنتائج أي انسحاب للقوات الأميركية ولكن الواقع في الحل من اي التزام يمكن أن يكون مغايرا تماما حيث يمكن أن يكون أمام الرئيس الأميركي المقبل خياران لا ثالث لهما فإما الفاجعة أو الكارثة.. |
|