المسرح الراقص : عروض متعثرة .. وجهود تصطدم باليأس
شؤون ثقا فية الاثنين 22/10/2007 آنا عزيز الخضر تتابع فرقة /رماد/ للمسرح الراقص نتاجاتها الفنية رغم صعوبة الشروط الانتاجية التي تعمل في اجوائها وتستمر بالحفاظ على مفرداتها الفنية الخاصة في اطار المسرح الراقص
حيث لم يخف ما تناقلته الصحف حول بيع مدير فرقة /رماد/ الفنان /لاوند هاجو/ بيته لاستكمال عرضه الاخير /اصابعي ستلمس الشمس/ في الوقت الذي يتعاظم فيه الاهتمام عالميا بهذا المسرح تحديداً كونه أحد الوسائل الفنية التعبيرية التي تقدم الافكار على تنوعها والقضايا الكثيرة من خلال رؤية جديدة واساليب فنية متطورة فمثلاً في العرض الاخير/اصابعي ستلمس الشمس/ حولت الفرقة نص /رواية للأديبة/ كوليت خوري/ الى عرض فني راقص متكامل, بشخصياتها واحداثها , عوالمها وحالاتها من الحزن الى الامل, الحب والشهرة اليأس وغيرها من الحالات وصلت الى المشاهد وان كانت صعبة التلقي بسبب رموزها الجديدة علينا كجمهور ,ليس بمعتاد عليها إلا انها شكلت لغة راقية فبالحركة الراقصة والايحاءات التعبيرية والاشارات وصلتنا عوالم ملونة صراعات حوارات عذابات ( مكاشفات, ) ووصلت افعال درامية ملازمة لكل حالة عايشتها البطلة من الموت الى اليأس, الوحدة, العزلة, الفن وتحول الادب في العرض الى رواية اخرى نسجتها لغة الاجساد وترجمتها مهارة الحركة ودقة الاتقان لمفردات المسرح الراقص حيث استخدمها صانعو العمل بحرفية عالية دون التخلي عن البيئة المحلية بأفكارها ومشكلاتها فتم التصوير لكيفية عزل المجتمع للمرأة او لأي انسان يحاول ان يبدع ويقدم الافكار الجديدة فتلك المرأة الشرقية حاولت ان تجد ذاتها فتعيش الصعوبات الكثيرة والمعاناة فتطلق عبر كل مرحلة صرخات لا تنتهي تستنجد دون فائدة إلا ان تعثر على ذاتها من خلال التجارب الحياتية وتتخلص بإرادتها وصلابتها من كل تلك التناقضات والعذابات وتنقذ نفسها حيث وصلت الى الفن الذي حمل لها خلاص الروح والانقاذ لانسانيتها المتخبطة اصلاً بسبب محاربة المجتمع لها من جهة وضياع ذاتها من جهة اخرى, فتمكن العرض من الترجمة الحقيقية لمقولة /الرواية/ الانسانية عبر لغته الخاصة رغم الاختلاف الكبير الذي يفصل ما بين عالم الرواية وعالم المسرح الراقص فكان العرض الوجه الآخر لحالة ابداعية وهذا ما يلفت الانظار الى اهمية هذا المسرح وضرورة دعمه مادياً ومعنوياً لاتاحة ا لمجال امام الابداعات التي تبقى حبيسة الصعوبات الكثيرة خصوصاً ان المسرح الراقص في كل بلدان العالم تفتح له المعاهد الاكاديمية ويتم الدعم له على كافة الاصعدة بينما نعتمد على جهود فردية بحتة لا يلبث ان ييأس اصحابها وينصرفون عنه في ظل المعوقات العديدة , حيث اكد ذلك مدير الفرقة /لاوند هاجو /قائلاً: ماذا يصنع لنا التصفيق انا وفرقتي , اذا يغيب الدعم عن فرقتنا بشكل مطلق وتواجهنا الصعوبات المستمرة منذ أول عمل لنا من /خلق / الى / انعكاسات /رحلة سد / / صمت الحواس/ والآن/اصابعي ستلمس الشمس/ ونقدم سنوياً عرضا فنيا رغم المعاناة.. لكن الى متى يمكننا الاستمرار ..?!
|