تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتاب مظلوم .. في نوافذ وزارة الثقافة

شؤون ثقا فية
الاثنين 22/10/2007
تماضر ابراهيم

تصدر وزارة الثقافة المئات من العناوين كيف تصل هذه الاصدارات الى القراء ? بداية نقول:

توزع عن طريق مديرية المطبوعات على المراكز الثقافية التابعة للوزارة والتي تأخذ على عاتقها وجود منافذ لبيع هذه الكتب, اي صالة بيع خاصة في مدخل المركز لتكون في مرمى النظر, ويتولى امرها موظف تابع للمركز.‏

ولكن هل هذا كاف ليجعلنا نقيم وجود قراء من خلال حركة البيع في هذه النوافذ? ام ان هناك عقبات يجب ان نقف عندها قبل ان نحكم على وجود قارئ مقبل على كتاب اصدرته الوزارة.‏

من هنا بدأت جولتنا الاستطلاعية في مراكز دمشق الثقافية .‏

ثقافي المزة:‏

كتب ترتاح على الرفوف‏

غسان بقلة موظف في صالة البيع, لديه حاسوب يستخدمه في عمله, وفي اللعبة اوقات الفراغ.. . ورفوف استرخت عليها تلك الكتب, وما فاض منها تكوم على الارض.‏

ساعات العمل المطلوبة منه في شهر رمضان المبارك من الساعة 12.5 حتى الخامسة مساء فقط, اما باقي ايام السنة فالدوام يبدأ في الثانية ظهراً حتى الثامنة مساء.‏

يعبر غسان عن سعادته بعمله الذي لم يتأخر عنه يوماً منذ ان تم تعيينه أي منذ 6 سنوات. لذلك فهو لا يرى ضرورة لوجود زميل له تحسباً للظروف إلا في فترة الاقبال الكثير أي قبل عامين, ايضاً يقول ان المسؤولية المالية تقتضي الاعتماد على شخص واحد..!‏

من هم رواد النافذة‏

غسان يعتبر ان المركز بعيداً عن الاماكن العامة وبعيداً عن الشارع العام ايضا, ما يدعو الى قلة عدد الرواد إلا ممن يهتم للنشاطات الثقافية في المركز والذين يعول عليهم بيع الكتب ومعظمهم من الكتاب والصحفيين والمعلمين , اما الزبون القاصر فهو غالبا ما يطلب كتبا محددة تفيده في بحث يعده او غير ذلك .‏

خلاصة القول: يوجد في الصالة حوالي 700 عنوان وبالرغم من الاسعار الزهيدة التي تقدمها الوزارة وفق حسومات متفاوتة إلا ان نسبة المبيع قليلة جداً أو (هبات هبات).‏

أكثر ما يباع في ثقافي المزة كتب الاطفال-الدراسات الفلسفية والنفسية- احياء التراث-والكتب العلمية.‏

معضلة‏

غسان بقلة لم يحضر اصدارات 2007 حتى الآن!!‏

وفي سؤالي له : هل مسؤولية الموظف احضار الاصدارات) ?‏

يجيب غسان بسؤال ايضا: ( أليس من المفروض تخصيص سيارة لتوزيع اصدارات الوزارة, لضمان وجود الكتاب بين يدي القارئ حال صدروه?‏

ايضا لتوفير جهود الموظفين التي تضيع سدى?‏

لماذا لا يكون توزيع الكتب مثل توزيع الصحف.?‏

هذا كان جوابه وهنا تكمن المعضلة!! اما عن كيفية احضار الكتب من مديرية المطبوعات? يقول غسان بتحفز ( آخذ كتاباً من مديرية المطبوعات واذهب به الى المستودع الرئيسي ثم استلم الكتب واحضرها الى هنا بمجهودي الشخصي وعلى نفقتي ا لخاصة ان لم احضر فاتورة من سائق السيارة التي تقل الكتب, وهذا ليس من صميم عملي وانا بالمقابل لا اتلقى اي مكافأة او تعويض) .‏

وللعلم تكررت هذه الملاحظة في جميع المراكز تقريباً.‏

أزمة تخزين‏

يعاني غسان من ازمة تخزين الكتب. وهذا التراكم في غرفة3 ضرب 3 متر . مثلاً:‏

قبل شهرين كان المركز يزدحم بالكتب سلم بعض منها الى وزارة التربية اما الجزء الذي يخص المعارض فقد اودعهم في غرفة ( تحت الدرج) وهم حوالي 10000 كتاب!‏

اقتراح‏

المعاناة في التخزين تستنهض اقتراحا منه مفاده ان تعود الكتب التي لم تبع الى الوزارة ثم يعاد توزيعها على كافة المراكز الثقافية التي ربما فيها استهلاك اكبر ومن ثم الكتب التي تشيخ على الرفوف تؤخذ لتستوطن مخازن الوزارة ومن وجهة نظره ان هذا يحل مشكلة التراكم في المركز ويبقى موضوع التراكم العام بنسبة 50% وايضا عمليتا الجرد والبيع تصبحان اسهل بكثير.‏

ثقافي كفرسوسة : غياب دائم‏

في الساعة الثالثة ظهرا لم أجد فيه أحداً إلا مستخدما افادني ببعض ما لديه من معلومات فعلى ما يبدو مازال المركز فتيا لم يكمل عامه الاول , لذلك لم تعتمد فيه صالة بيع الكتب حتى الآن. ولكن المكان المخصص لهذا الغرض يحتضن اليوم كتبا للاعارة فقط .‏

..و العدوي:‏

مبيعاتنا متواضعة‏

ساعات الدوام في شهر رمضان المبارك من 12 صباحا حتى 4 بعد الظهر.‏

مؤيد عاصي حضر قبل ساعات عمله الرسمية ينوء تحت وطأة حمله الثقيل ويحاسب السيارة التي اقلت له خمس نسخ من كل عنوان اصدرته الوزارة هكذا يأتي بالكتب كل ستة اشهر معاً ثم يعلن عن وصولها داخل المركز.‏

وهو موظف في مركز البيع منذ ثلاثة اعوام ومعه زميله نوار نعسان آغا.‏

لديه الآن 322 عنوانا يبيع حولي 30-40كتابا في الشهر ما يعادل 1000 ل.س تقريبا تسلم الى المالية لحساب وزارة الثقافة (مديرية المطبوعات) واكثر الكتب مبيعا - السينما-المسرح - والشعر والتاريخ والروايات . كان لافتا في مركز العدوي وجود اثنين من الموظفين في صالة البيع , وقد اكد (مؤيد) ان ذلك يشكل تعاونا وانسجاما لاعبئا كما قيل في باقي المراكز .‏

.. أبو رمانة :‏

استراحة مرضية وإجازات دائمة‏

عرف هذا المركز بعراقته وموقعه المتميز ورواده الكثر صالة البيع فيه مغلقة وقد كتب على بابها ( استراحة مرضية)‏

وعلى جانبها علقت لوحة كبيرة توضع اسعار كتب الوزارة وفق حسومات معينة ادرجتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية المطبوعات‏

لفت نظري اثناء زيارتي عدد القراء الذين يجولون في المكتبة او المعرض المقابل لصالة البيع ضمن المركز!‏

وسلامات للسيدة التي تعاني من وعكة صحية منذ عدة ايام مما اضطرها لايقاف عملية البيع في الصالة خاصة أثناء عدم وجود موظف آخر يساعدها او ينوب عنها في عملها ملاحظة في الحالات العادية تفتح الصالة ابوابها صباحا فقط.‏

.. اليرموك:‏

النظافة من الإيمان‏

لذلك فالمركز غارق بالماء والصابون ويقول احمد المقداد نحن نفتعل حملة التنظيف هذه كل عام في شهر رمضان الذي تتوقف فيه النشاطات!‏

احمد موظف في صالة البيع منذ ثلاثة اعوام دوامه عادة من الساعة الثالثة حتى الثامنة مساء اما في شهر رمضان المبارك فهو من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا في الصالة 350 كتابا احمد يقول يباع لديه ما يقارب 100كتاب في الشهر اي ما قيمته 2000 ل.س‏

اغلبها من كتب التراث العربي وهو لا يشكو من تراكم الكتب لأن (أعقدها) يباع خلال عام ليس اكثر!‏

لم يأت باصدارات عام 2007 حتى الآن بسبب الجرد الذي اعقب معرض مكتبة الاسد.‏

طريقة احضار الكتب فهي على ما يبدو موحدة في جميع المراكز واحمد يحضرها شخصيا اذ لا يشكل ذلك اي عبء عليه.‏

يعطى كل مركز5-10 نسخ من كل عنوان وممكن لمديرية المطابع زيادة عدد النسخ عند الطلب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية