تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تدخين الصغار خطأ الكبار

درهم وقاية
الاثنين 22/10/2007
الدكتور محمد منير أبو شعر

أثبتت الدراسات والإحصائيات الحديثة ارتفاع عدد الأطفال والمراهقين والشباب ممن سقطوا في حبائل آفة التدخين,

كما أثبتت انخفاض متوسط العمر الذي يبدؤون فيه بتدخين أول سيجارة وبعد بدء عادة التدخين بفترة قصيرة يصبح من الصعب عليهم التخلي عن التبغ بسبب خصائصه الإدمانية القوية ما يؤدي إلى الاستمرار بتعاطيه إلى فترات متقدمة من العمر, وتظهر عندئذ التأثيرات الصحية المعروفة محدثة الوفاة المبكرة.‏

من هنا تأتي أهمية مكافحة ظاهرة التدخين لدى أجيالنا الواعدة ومواجهة الهجمات الإعلانية الفتاكة التي تشنها شركات التبغ لاستدراج الأطفال والناشئة إلى فخ هذه السلعة الخبيثة.‏

وعلى الرغم من تزايد ضحايا التدخين بأنواعه إضافة إلى التدخين السلبي لا تزال شركات التبغ تمارس سياسة التضليل الإعلاني لترويج بضاعتها السامة التي تقتل الناس دون رصاص وقبل القتل تحول حياتهم إلى جحيم من الآلام والمعاناة.‏

وبسبب نشاط الجهات الصحية والاجتماعية المتزايد في الدول المتقدمة, وتحت الضغوط الهائلة التي تتعرض لها شركات التبغ هناك بدأت تلك الشركات في حزم حقائبها والتوجه إلى دول العالم الثالث لتزيد ثروتها الطائلة وتنشر سمومها, وتتوجه هذه الشركات أكثر إلى فئة الشباب حيث يبدؤون مشوار حياتهم بالإدمان على التدخين غير عارفين بما سوف يكتنفهم من مخاطر صحية جسيمة في المستقبل.‏

ولعل من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطفال أيضا إلى التدخين هو التقليد, فقد سئل مدخن لماذا تدخن فقال:( كنت أرى أبي وأساتذتي يدخنون فظننت أن الرجولة في شربه وهكذا تعودت عليه ولم أستطع تركه).‏

إذاً الذنب ذنب الآباء والمعلمين وأبطال المسلسلات السينمائية والتلفزيونية والدعايات التي تسهم في تكوين عادات سيئة وخطيرة عند النشء.‏

لذلك فإن مكافحة التدخين لدى الكبار هي حجر الأساس في مكافحة التدخين لدى الأطفال والناشئة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية