تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفير السودان في دمشق في حوار مع الثورة: الاستعمار قسمنا إلى قبائل.. والمواطنة أساس الإحصاء القادم

شؤون سياسية
الأحد 27/4/2008
أجرت اللقاء: ناديا دمياطي

التعداد السكاني الذي تنوي حكومة السودان الشقيقة اجراءه وانعكاساته على القضية الوطنية وعلى اتفاق السلام مع الجنوب

وعلى الأوضاع في دارفور, وعلى تقسيم الثروة والسلطة, والوضع العربي الراهن وخصوصاً العمل العربي المشترك المفترض تعميقه بعد القمة العربية العشرين, وفي ظل الظروف الدولية والاقليمية المعقدة كانت المحاور الرئيسية للحوار الذي أجرته الثورة مع سعادة سفير جمهورية السودان في دمشق السيد عبد الرحمن ضرار الذي قال في البداية : اشكر الجمهورية العربية السورية والإعلام السوري على الاهتمام بالقضايا المصيرية للسودان الشقيق, والوقوف معه حكومة وشعباً في الدفاع عن قضاياه, وخاصة ان السودان يمر بمرحلة حساسة وهي قضية جنوبه وشماله وهذا نص اللقاء:‏

* هل لكم ان تحدثونا عن أهمية التعداد السكاني, وما انعكاساته على القضية الوطنية?‏

** عندما نتحدث عن التعداد فهذا يعني احصاء السكان والمساكن وهو توفير المعلومات وهذه مسألة اساسية في اي دولة للتخطيط السليم; فالسودان يخوض الآن الاحصاء الخامس منذ استقلاله الأول حيث جرى اول احصاء عام ,1955و الثاني 1973 وبعدها اتخذ قرار ان يجري كل عشر سنوات عام .1983‏

* لماذا تأجل التعداد السكاني في الماضي?‏

** كان من المفترض بعملية الاحصاء ان تتم عام 2003 لكن لم يحصل لان اتفاق سلام الجنوب كان على وشك الانجاز فتقرر تأجيله وكان متفقاً عليه في اتفاقية نيفاشا للسلام الذي نص على اجراء التعداد في العام الثاني للفترة الانتقالية وشكلت مفوضيتان في الشمال والجنوب للتعداد السكاني, واجتمعت المفوضيات بتنسيق مع الامم المتحدة وهيئة (الايفاد ) التي رعت الاتفاق ووضعت كل الشروط الفنية لتنظيم الاستمارة والمعلومات بالاستفادة من أمرين: تجارب السودان السابقة واضافات الأمم المتحدة في متابعاتها لعمليات الاحصاء المختلفة في العالم.‏

* ما الدول والهيئات المشاركة في العملية الاحصائية?‏

** هناك مشاركة في مراحل التعداد كافة والمشاركة فنية من الامم المتحدة ووفرت معلومات غنية من تجاربها عبر العالم.‏

* ما أهمية العملية الاحصائية في هذا التوقيت?‏

** ترتبط الأهمية باتفاق السلام وبهذا فالاحصاء مهم للحصول على معلومات, ولأنه مرتبط بتطبيق اتفاق السلام وتبنى عليه ليس فقط المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية, بل تقسيم الدوائر الجغرافية, فالاتفاق تم على ان تقسم الدوائر الجغرافية في الانتخابات المقبلة على أساس ان ذلك يشكل واحدة من المعايير للثقل السكاني والتنوع الجغرافي , ما يعني أن توزيع الدوائر سيتم بناء على نتائج التعداد السكاني الجاري الآن.‏

* تحدثت الأنباء عن وجود خلاف مع الجنوب بخصوص المعلومات الواردة في الاستمارة الاحصائية!!‏

** نعم ولكن تم الاتفاق على صيغة معينة وحكومة الجنوب كتبت رسمياً للحكومة الاتحادية بأنها لا تمانع في انجاز الاستمارة بهذا الشكل, وعلى هذا الأساس بمساعدة الأمم المتحدة والمانحين تمت طباعة الاستمارة.‏

أما حول الخلاف فهو يتعلق بجزئيتين حيث إن حكومة الجنوب ترى أن يتم النص على ديانة المواطن وعلى اسم قبيلته فتحفظت الحكومة الاتحادية على ذلك ; باعتبار أن الدستور واتفاقية السلام نصت على أن أسس التعامل في الدولة هي المواطنة ولا علاقة لها بالدين أو القبيلة ثم إن ما فائدة تقسيم الناس الى قبائل بعد 60 عاماً من الاستقلال, الآن تكونت شخصية سودانية معروفة لا تؤثر فيها الديانة مهما كانت.‏

* لماذا تعتقد أن الجنوب كان مصراً على ابراز العامل الديني أو القبلي?!‏

** في التركيبة الاجتماعية في شمال السودان , بالتعايش والتمازج تكونت هوية سودانية معروفة لا أقول إنه لا توجد قبلية في الشمال ولكن ليست هي العامل الأهم أما في الجنوب فالظروف مختلفة فالجانب القبلي أقوى مما هو عليه في الشمال, لكن هذا الجانب يمكن أن يعتبر عاملاً إيجابياً وسلبياً معاً لأن داخل الجنوب القبائل كثيرة ومتناثرة . فلو تم التركيز على البعد القبلي فلا يخدم ذلك الاحصاء السكاني , لكن أثرها النفسي في التركيز على الجانب القبلي ستكون أكثر بكثير مما هو في الشمال, وكان ذلك سبباً لتحفظ الحكومة ولكن في النهاية تم الاتفاق على صيغة معينة بمشاركة الأمم المتحدة والمانحين الذين يمولون جزءاً من عملية التعداد, وهذا ما دار حول موضوع القبيلة والدين. وقد وصلت الوفود المشاركة لمراقبة التعداد ومنها الشقيقة سورية.‏

* ما الانعكاسات الإيجابية للإحصاء السكاني على اتفاقية السلام?‏

** الأثر الأول والمباشر سيكون في قضية تقسيم الدوائر الجغرافية لأنه ستجري انتخابات في السودان بعد عام وبضعة شهور, منذ نهاية الإحصاء والمعيار الأول للتقسيم الجغرافي حسب نسبة تواجد السكان لأن الحكم في السودان اتحادي.‏

* ماذا عن المشاركة السورية في العملية الإحصائية?‏

** سورية مشاركة في المراقبة لكن التعداد سيتم من قبل سودانيين مع وجود 37 مراقباً دولياً, فهناك مراقبون من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والولايات المتحدة وغيرها‏

* ماذا بالنسبة لإقليم دارفور وكيف يمكن أن تسير العملية الإحصائية فيه?‏

** مشكلة دارفور ليست في الألغام بل في الوضع الأمني, ففي بعض المناطق والتي لا تزيد عن 15% من مساحة الإقليم الذي يعادل مساحة فرنسا, يوجد فيها حركات تمرد التي تفصل فيها قوات الاتحاد الإفريقي والتي لم توفر لها الأمم لمتحدة أي خدمات لوجستية ومن ثم تم دمجها في القوة الهجينة أو المختلطة التي حددت ب 26 ألف عنصر من قوات الأمم المتحدة لم تجهز الى الآن كما يجب.‏

* ما الدور الصهيوني في دعم فصائل التمرد?!‏

** تم تزويد الفصائل بأحدث الاسلحة ووسائل الاتصالات, وتحاول اسرائيل التصعيد باتجاه دارفور لدرجة أن بعض الصحف الاسرائيلية قالت في الاسبوع الماضي أن قضية الشعلة الالومبية والاحتجاجات حولها صرفت الانظار عن قضية دارفور, والآن يجب أن يعود التركيز على دارفور ولا شك أن كل التحركات السياسية الدولية تجاه دارفور مرتبطة بتحريض صهيوني بحت.‏

* كيف ترون أفق العمل العربي المشترك وسورية رئيسة للقمة خلال عام كامل?‏

** سورية في ذهننا وذهن العرب جميعاً, وواضح جداً ارتباطها وحملها للهم القومي العربي وهي لن تدخر جهداً في تيسير الوصول الى أفضل صيغة للعمل العربي المشترك وايجاد حلول للقضايا العربية, والمسألة ترتبط بتجاوب وإنفعال الدول العربية الأخرى, ودولة واحدة لا تستطيع أن تسيّر كل المسألة فنحن أمة واحدة وعلينا محاولة خلق واقع جديد يؤدي الى تقارب بين الدول العربية والاتجاه الجديد الذي ستدعمه سورية بالتأكيد هو القمة الاقتصادية العربية المرتقبة في الكويت , فالوحدة الاقتصادية تؤدي تلقائياً الى العمل السياسي المشترك.‏

والسودان من أكبر المؤمنين بالعمل العربي المشترك وندعم سورية في جهودها باتجاه هذا الهدف.‏

* يقال إن السودان سلة الغذاء العالمي ما مشاريعكم لتطوير المشاريع الزراعية وسط الأزمة التي تعصف بالعالم?‏

** لدينا أرض ومياه ونحن نسعى للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة, لننتج ما يمكننا أن ننافس فيه ونوفر المحاصيل وكذلك نحاول دعم الثروة الحيوانية لتكون العائدات في خدمة الاقتصاد القومي السوداني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية