تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نزع الألغام إلى غرس الازدهار!

اقتصاديات
الأحد 27/4/2008
عبد القادر حصرية

ينعقد الملتقى التركي السوري تحت شعار شراكة استراتيجية وحسب مصادر الملتقى فإن عدد المشاركين من الجانب التركي يقارب الألف من رجال أعمال ومهتمين بالشأن الاقتصادي الواقع ان ما تم حتى الان على صعيد العلاقات الرسمية بين البلدين يشكل فرصة هامة لرجال الأعمال في كلا البلدين

وما نحتاجه هو مأسسة هذه العلاقة ونقل هذه العلاقات من رسمية الى علاقات بين مؤسسات الاعمال في كلا البلدين تعكس توجه الحكومتين وما بين الشعبين من روابط تاريخية وثقافية.‏

ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ نمت المبادلات التجارية ليصل حجمها الى مليار ومئتي مليون دولار امريكي ,لكن العلاقات التجارية لا تكفي, ما نحتاجه هو توسيع دائرة الاهتمام ليشمل قضايا كالمسألة الزراعية وقضايا الطاقة والمياه والنقل بأشكاله البرية والبحرية والمشاريع الصناعية المشتركة.‏

وطالما اننا نعول على اقتصاد السوق فإن نجاح العلاقات بين البلدين يعتمد عل نقل هذه العلاقة الى مستوى رجال الأعمال .‏

علمتنا تجارب التقارب بين الدول الاخرى في العالم اننا يجب ان نتجاوز العلاقات التجارية لتطوير علاقات تستند إلى شبكة البنى التحتية بين البلدين وذلك بتعزيز الربط الكهربائي وشبكة الطرق البرية ومشاريع الري .‏

كذلك فإن التكامل الزراعي له اهمية خاصة ونحن نتمنى ان تقام مشاريع زراعية مشتركة تتحقق فيها الزراعة على اسس الانتاج الكمي الكبير لا أن تستند فقط الى مشاريع فردية صغيرة وذلك في اطار تحقيق مفهوم الامن الغذائي للشعبين الجارين مصالح كبيرة فيه خاصة, في وقت تشهد فيه الاسواق العالمية ارتفاعا كبيرا في اسعار المحاصيل الزراعية.‏

اما على صعيد القطاع المالي فحتى الان لم نر تعاوناً بين البلدين في هذا المجال وربما يشكل الملتقى فرصة للبحث في كيفية مد الاقنية بين القطاعين الماليين في سورية وتركيا.‏

اما بالنسبة للاستثمارات فإن حجم الاستثمارات التركية في سورية ما يزال محدودا ولا يشكل سوى 6% من الاستثمارات الاجنبية في سورية .‏

نمو هذا الرقم مرهون بتحقيق امور كثيرة من اهمها التغلب على العقبات البيروقراطية لدينا والتي تقف عقبة كأداء أمام تنفيذ اي استثمارات وهذا امر جدير بالتركيز عليه كذلك لابد من تحقيق قفزة نوعية من قبل رجال الاعمال السوريين في تعاملهم مع نظرائهم الاتراك,فالاستفادة من الاهتمام التركي الذي عبر عنه الحضور الكبير مرهون بقدرة رجال الاعمال السوريين على التعاطي مع هذا الاهتمام بما يستحقه من الجدية والمهنية في لغة الاعمال العواطف ليست هي الاهم بل الاهم هو التفتيش عن المصالح المشتركة والاتفاق عليها وتنميتها بالعمل وبذلك يمكن على الارض تحقيق هدف المحادثات الرسمية في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال ازالة بعض المعوقات وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين واستقطاب التكنولوجيا التركية الى سورية.‏

انعقاد الملتقى يأتي بعد المبادرة التركية مؤخرا لنزع الالغام على الحدود بين البلدين وهي خطوة نوعية من جانب تركية في تنمية العلاقات بين البلدين ونتمنى ان نستفيد منها للانتقال من نزع الالغام الى زراعة المشاريع والازدهار!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية