|
|
فضائيات فالبرنامج لا يقرأ الكتاب بقدر ما يطرح مضمونه, ويواجه الكاتب مع النقاد, يترافق مع استطلاع ميداني يوفر لمحة عن رواج الفكرة التي يتحدث عنها الكتاب في المجتمع. إن ما يتوخاه معد البرنامج من هذا العمل ان يبث رسالة واضحة ومباشرة لشريحة واسعة, حيث أن الكتاب ما زال القاسم المشترك الأكثر عمقا وربطا بين ثقافات الشعوب, وهو الحامل الأكثر تأثيرا ووضوحا, وهو الأكثر قيمة بين الأنواع الإعلامية حتى كاد يتجاوزها جميعا ليتربع منفردا على ناصية مستقلة, لا يشاركه فيها إلا الكاتب والقارىء والناقد, ليشكل ثالوثا لن تتمكن كل تقنيات الإتصالات الحديثة أن تزعزع مكانته. لهذا كله كانت هذه المباشرة التي يعدنا فيها مقدم البرنامج بأنها لن تكون فجّة, لأن القراءة لن تكون في سطور الكتاب بل في ما بين السطور, في محاولة لإيجاز فكرة الكاتب, على أمل تعويض ما أصاب الكتاب من عزوف لا ذنب لنا ولا ذنب له فيه. وفي الحلقة الأولى من هذا البرنامج تم تسليط الضوء على واقع الكتاب وتحديد هذا الواقع من حيث موقع الكتاب وتداوله ,من حيث الرغبة في الكتاب واقتنائه,ومن حيث العزوف عنه والإقبال عليه وذلك للبحث في تأخر رواج الكتاب بين مضامينه, للوصول إلى المفيد وبين تناقضات وتقلبات المجتمع في حالتيه الثقافية والمادية. كان في الحوار الكاتب والناشر والباحث : هاني الخوري, أيضا الشاعر والكاتب , الأديب عصام خليل. تخلل هذه الحلقة استطلاع بين عدة شرائح من المجتمع لتبيان وضع الكتاب بين أيديهم, وما موقفهم من القراءة, وما هي الأصناف المقروءة بين صورة تقريبية عن سويّة القراءة. طرح مقدم البرنامج عدة نقاط دار الحوار حولها: -الأمية الأبجدية- زعزعة موقع الكتاب في ثقافتنا- أزمة الكتاب- ودور مضمون الكتاب في العزوف عن القراءة, ثم الحافز للقراءة وكان عن دور المؤسسات التربوية في ذلك الموضوع أكثر عمقا من قراءة كتاب.. فأسلوب البرنامج وطريقة طرحه تجعلنا نترقبه ونتابعه ونحن بانتظار أن يلتزم البرنامج بالخط الذي رسمه على لسان مقدمه لا أن ينثني بمنحنيات متفاوتة في مستواه إرضاء للمعارف وذوي النفوذ كما تعودنا في برامج التلفزيون السوري, خاصة وأن سورية مليئة بالعقول الثقافية الهامة أو على الأقل المبشرة, والتي نستطيع بجهد معقول أن نبرزها. |
|
