تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشباب في عالم متغير

امرأة وشباب
الأربعاء 27/8/2008
آنا عزيز الخضر

ركزت الباحثة منيرة حيدر عبر محاضرتها (الشباب في عالم متغير) على أهم المتغيرات في محيط الشباب سواء الاعلام أو الظروف المحيطة فقالت:

أدق المعايير التي يقاس بها تقدم الأمم هو وضع الشباب, فإن كان بخير كانت الأمم بخير وفي ظل الظروف الذي يعيشها الشباب العرب يحضر سؤال محوري هو: إلى أي حد يمكن لنا استعراض مشكلات الشباب المعبرة عن أزمة القيم الأخلاقية وأزمات الزواج والتقاليد والفراغ والمسؤولية ثم أزمة الخلاف القائم بين القيم الجديدة والقيم القديمة وخصوصاً أن السلم القيمي لدى الشباب يفتقر إلى مقومات الفعل الايجابي والتي منها: النزعة العلمية, الدقة, المواظبة, احترام الزمن وتوظيفه التوظيف الأمثل, وكل ذلك يمثل مؤشرات سلبية تنجم عن القيم الشبابية والتي تتجاذبها تيارات الحصار الاخلاقي من جهة والتزمت من جهة أخرى.‏

كما قدمت المحاضرة مقارنة دقيقة تؤكد على معوقات تقف بالمرصاد للشباب, فبالإضافة إلى تلك التناقضات فإنه يقع على كاهل الشباب مسؤولية التقويم والتطوير ومسؤولية اختيار الهدف بوصفهم صانعي القيم وهم حراس الوطن المنتظرون في ظل متغيرات تنحسر أمامها القيم الإنسانية لذلك مطلوب منهم توظيف قدراتهم وخاماتهم الإبداعية لأنهم إذ ما تسلح عقلهم بإرادة الارتقاء فإنهم يصبحون القدوة بحق واستشهدت الباحثة بما قاله مارك آرثر: (الشباب ليس حقبة من التاريخ إنهم حالة من حالات العقل فأنت شاب بقدر ثقتك بنفسك, وعجوز بقدر خوفك.. شاب بقدر أملك وعجوز بقدر بأسك).‏

واستشهدت بكلام آخر للإمام علي كرم الله وجهه وهو: )ميدانكم الأول هو أنفسكم فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر وإن خذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز فجربوا معها الكفاح أولاً).‏

وتلك المقولات لم تستحضرها عن عبث وانما محاولات لدعوة الشباب للتسلح بالإرادة وعدم هدر الوقت, وخصوصاً أن هناك للشباب هموماً وقلة دخل وغلاء, لكن ذكرها لتجارب شبابية كثيرة ناجحة قدمت مؤشراً لأهمية تلك الدعوة وذكرت نماذج عن المقاومات الشبابية في عالمنا العربي والعالمي فقالت: محاولات الشباب الفلسطيني في تشكيل مكتبة ثقافية متنقلة محمولة على أكتاف الشباب في الأرض المحتلة وتوزيعها على المناطق النائية لمحاربة الجهل والتخلف كان أمضى سلاح حاربوا به الصهاينة, ثم تجربة شباب مصر عندما طردوا الباعة اليهود من مدينة أسيوط ولا ننسى شباب سورية لتعليم الشباب القيام بواجبهم الوطني ورسم أهدافهم , منها تجربة الفنانين الشباب لنشر التراث الموسيقي العربي والشعري ثم المشاركين في عالم الأعمال وتفعيل الغرفة الفنية الدولية ورواد الأعمال والتي من أبرز أعمالها نشر ثقافة التطوع عند طلاب المدارس, ثم حملات التشجير وتنظيف الأماكن الأثرية فهذه التجارب عليها أن تكون نبراساً كما أكدت الباحثة لمن استسهل طريق المغريات والمفاسد المدمر لهم ولمستقبلهم, وتجنباً لتوسع الدائرة أشارت إلى أهمية المؤسسات والمنظمات في حياة الشباب وتقديم العون والرعاية اللازمين كون الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية