تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاورات اليافعين.. هذا مانراه ... ونريده

امرأة وشباب
الأربعاء 27/8/2008
لينا ديوب

قبل سنة وصلت إلى هذه الصفحة رسائل عتب ولوم, بأنها تهتم بالشباب في المرحلة الجامعية وبعدها, وتهمل فئة اليافعين وأكثر من ذلك تقول نحن لانلقى نفس اهتمام الأكبر منا سنا, واليوم وأنا أجلس بين هذه المجموعة من يافعي ويافعات سورية,

أتمنى لو كان محمد وزملاؤه ممن كتبوا تلك الرسائل معنا, ليروا ويشاركوا زملاءهم المناقشات التي دعوا وتدربوا عليها ليساهموا بكتابة التقارير المتعلقة بحياتهم واحتياجاتهم وفق مايرون هم أنفسهم.‏

انها المرحلة الثانية من المشاورات مع اليافعين التي تنفذها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف, والتي كانت بدأت العام الماضي, بعقد ورشات عمل للتشاور مع اليافعين واليافعات بإدارة الخبيرة ماريكة بوسمان, تم خلالها مناقشة العديد من الموضوعات التي تهمهم وتلامس واقعهم ومنهامفهوم اليافع وهويته, التعليم الصحة, أوقات الفراغ, العمل والمستقبل, المشاركة المجتمعية, العلاقات مع الآخرين والتواصل معهم, وتم كتابة تقريرين الأول تقني كتبته الخبيرة والثاني كتبه الميسرون بالاعتماد على ما قاله اليافعون.‏

يخبرنا المشرف على المشاورات من هيئة الأسرة أحمد حاج بكري: بدأت المشاورات السنة الماضية بانتقاء ميسرين وميسرات من مختلف محافظات القطر, ومن جمعيات شبابية مختلفة وتدريبهم لادارة جلسات الحوار مع اليافعين والحصول على معلومات منهم, أما بالنسبة لليافعين فقد تم اختيار 18 يافعا ويافعة أيضا من مختلف المحافظات السورية أعمارهم بين 12 و18 سنة, وكل ذلك في إطار تحليل الوضع الراهن لليافعين واليوم لقاؤءنا هذا لمراجعة التوصيات التي كتبت بالاستناد إلى التقريرين.‏

وتقول شذى قندقجي من اليونيسيف هذه مرحلة مهمة لأن الهدف عكس صوت اليافعين ورأيهم بواقعهم وأوضاعهم, و هذا ما نقوم به, عندما يراجعون هم أنفسهم التقريرين, اللذين يكملان بعضهما بعضا لأن الأول تقني يعتمد على التحليل كتبته الخبيرة, والثاني كتبه الميسرون حسب المشاهدات وحسب ما سرده لهم اليافعون واليافعات.‏

مجموعة الأناناس‏

بين التردد والاندفاع تتفاوت مشاركات الشباب الصغار, فبعد لعبة مراجعة التقرير, توزعوا إلى مجموعات حسب نوع الفاكهة التي يحبونها, وبدؤوا تعليقاتهم ومناقشاتهم وتدوينها على الأوراق الجانبية الكبيرة, تقول حلا علي من طرطوس أنا سعيدة جدا بهذه المشاركة وأتمنى أن ينتقل هذا الحوار إلى مدرستي لنلغي حالة الانطواء التي نعيشها, وأتمنى أن تنتشر هذه التجربة في مدارس سورية, فقد أحسست أن مشاركتي هذه زادت من قوة شخصيتي, ويقول موسى من الرقة لقد دخلت في أجواء لم أكن أعرفها من قبل, جعلتني أحس بتطور لأن هناك من سألنا بماذا نحب أن نسمي أنفسنا وكيف نرى معلمينا ومدارسنا? وهل نجد أماكن لنلعب بها أو نمارس أنشطتنا المفضلة وغيرها?‏

مع الميسرين‏

تقول هبة دعيجة من دير الزور وهي طالبة علم اجتماع: لقد كانت هذه المشاركة نقلة بالنسبة لي, وخاصة أن دراستي لها علاقة بهكذا أنشطة ولكن ليس تخصصي, مم خلق عندي الدافع للمتابعة بالعمل في هذا المجال فقد اكتسبت خبرة جديدة بالتعامل مع هؤلاء ورأيت أنا وزملائي أنهم قادرون التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم , بأكثر مما نتوقع.‏

أما أحمد الخانجي عضو لجنة الشباب في جمعية تنظيم الأسرة, فيقول: بدأت بالعمل من السنة الماضية وتدربنا كميسرين على أساليب التيسير, وسافرنا إلى المحافظات نفذنا ورشات عمل في كل محافظة ثم اجتمعنا وكتبنا التقرير وتضمن كل ما قال لنا اليافعون سواء عن العلاقة مع الأخوة أو الأستاذ أو الصحة أي كل محاور التقرير, ونحن كنا قبل ذلك دربناهم على طرح مشكلة ووضع حل لها, انها طريقة جديدة للتعامل مع اليافعين وأتمنى لو كانت في أيامنا, فقد يزداد اليافعون نشاطا ومشاركة كلما أصغينا لهم أكثر وهم يعبرون عن مشكلاتهم والملاحظ أن أكبر هاجس عندهم التعليم والقبول الجامعي.‏

وتقول مها ونوس هذه ليست تجربتي الأولى فقد عملت مع مسار مشروع أطفال سورية من قبل لكن اليوم الأمر مختلف لأننا أصبحنا أصدقاء فنحن أثناء عملنا عرفنا كل يافع ما هوايته وكيف يقضي العطلة ونقلوا الينا تطلعاتهم بما يحتاجونه من تغيير.‏

أما الأهالي الذين رافقوا أبناءهم وخلال جلسات الحوار السبع وعلى مدى الأيام الثلاثة للورشة فقد أبدوا ارتياحا لأن هناك من يشاركهم ويشارك أبناءهم تحديد المشكلات للمساعدة بحلها .‏

من التعليم الى مجلس الأمن‏

من أول الأشياء التي وافق عليها اليافعون في التقريرين هي التسمية نفسها فهم لايحبون كلمة صغير ومراهق ويفضلون الشاب, و مما طالبوا به بما يتعلق بالهوية توفير معلومات كافية عن هذه المرحلة العمرية,وايجاد مراكز مخصصة لهم ولنشاطاتهم الثقافية والرياضية والترفيهيةوزيادة فرص الحوار معهم والاصغاء اليهم, وفيما يخص الانتماء والمواطنة شددوا على شعورهم بالانتماء والفخر بسبب الأمن والسلام ومساعدة سورية لغيرها من الدول, الاأنهم ذكروا أن هناك أمورا تضعف هذا الارتباط بالوطن وهي العوامل الاقتصادية والروتين و و(الرشوة)و(الواسطة)و(أننا لانتطور لأنه لايوجد أحد في مكانه الصحيح ) كما ذكروا أهمية التطوع وأعطوا مثالا على ذلك من أولمبياد بكين الذي كان يجري أثناء هذه الورشة حيث كان عدد كبير من العاملين في تنظيم الأولمبياد من المتطوعين.‏

عدد صفحات التقرير كثيرة وردود اليافعين أكثر ولن يتسع المجال لذكرها الا أنها تدل على اطلاعهم على كل ما يخص تفاصيل حياتهم وحياة بلدهم وطالبوا بكل ما يتمنون تغييره, فهم كما طالبوا اصدار قوانين جديدة لحماية اليافع , وتحسين الرواتب وايجاد فرص عمل, تطوير العملية التعليمية بكاملها, طالبوا بالغاء حق الفيتو في مجلس الأمن لأن الأقلية لهم حق التمثيل, كما طالبوا بمنحهم حق التصويت في انتخاب الرئيس وتخصيصهم ب10%من مقاعد البرلمان, وهم طالبوا بالوصول للبرلمان لأنهم يرغبون بتحسن الكثير من الأمور منها سلامة الطرقات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية