|
إسرائيل اليوم هل هذا الثمن مبرر? أنا أعارض التوجه القائل ان من الواجب القيام بكل شيء وان اي ثمن مبرر. ولكن هناك ثمن معقول يبرر إطلاق سراح ألأسير. ما هو? هذه مسألة للنقاش. سيجري جدل حول كل ثمن كائن ما كان ولكن المؤيدين والمعارضين لمستوى هذا الثمن سيجمعون ان الثمن المقابل إطلاق سراح شاليت حيا هو أمنية كل إسرائيلي.وها هو رئيس الوزراء في أواخر عهده يقوم بإطلاق سراح (مخربين) بالمجان من دون اي ثمن كبادرة حسن نية. هذه ليست حماقة سياسية فقط وانما فضيحة أخلاقية. يبدو ان اولمرت في أواخر عهده يعيش في حالة هوس مبيعات التصفية مع انتهاء الموسم . في الآونة الأخيرة أوضح اولمرت ان إسرائيل والفلسطينيين يقتربون من الاتفاق في قضية الحدود واللاجئين. ما هو الاستعداد الإسرائيلي للانسحاب? ابو مازن قال في مقابلة مع صحفيين عرب: نحن نوافق على تبادل الأرض بالأرض وهذا بحجم محدود وصغير بحيث لا يؤثر على التواصل الإقليمي الفلسطيني هم يعرضون علينا ان نتبادل 2 بالمائة من المساحة وهناك جدل بيننا حول ذلك. معنى هذا الأمر هو ان اولمرت يقبل المطلب العربي بالانسحاب التام من المناطق ومتجاهلا أنها أراض احتلتها إسرائيل . و الادهى من ذلك هو الاتفاق حول قضية اللاجئين. اولمرت نفى , الا انه لا يتعلم من تجربته في هذا المجال. على حد قول أبي مازن, أنا لا أستطيع ان اقترح عودة 5 ملايين لاجئ الى إسرائيل لأن الإسرائيليين سيقولون لي أنني أريد القضاء على دولتهم. ولكن من ناحية أخرى لا يعقل ان أقول بأن أحدا منهم لن يعود. يتوجب دفع تعويضات لمن يعود ولمن لا يعود وللدول التي استضافتهم الاتفاق الأساسي الذي يلوح في الأفق هو: إسرائيل تعترف فعليا بعدالة المطلب الفلسطيني لعودة اللاجئين مقابل الاستعداد للتنازل عن عودة كل الفلسطينيين. هذا مثلما في نكتة برناردشو الشهيرة: المبدأ قد وضع ولم يبق الا المساومة حول العدد. على أية حال بإمكان جزء من اللاجئين ان يعودوا الى داخل إسرائيل كجزء من العملية السياسية التي تهدف الى ضمان بقاء دولة إسرائيل يهودية كما يقال. كذلك على إسرائيل ان تعوض الخمسة ملايين هؤلاء كلهم سواء عادوا الى إسرائيل أو لم يعودوا والدول المضيفة أيضا. بكلمات أخرى إسرائيل تعترف بعدالة مطالب المعتدي الذي حاول القضاء عليها بل وهي مستعدة لدفع التعويضات له عن ذلك. اولمرت لن يتمكن من التوصل الى الاتفاق مع الفلسطينيين فيما تبقى له من وقت ولكنه يحاول بكل قوته التوصل الى ورقة تفاهمات تقيد أيادي المفاوضين الإسرائيليين في المستقبل وتصعب عليهم الإصرار على الحفاظ على مصالح إسرائيل الحيوية. ما هو الثمن المقابل للتنازلات المفرطة هذه? تكرار الالتزام الذي أعطى في اتفاق اوسلو (أ) وكل الاتفاقيات اللاحقة للمرة العاشرة التوقف عن الإرهاب. الفلسطينيون لن يحافظوا على كلمتهم مثلما حدث في الاتفاقيات السابقة, ولكن تنازلات اولمرت قد تكون بالنسبة لهم نقطة انطلاق للاستمرار في ابتزاز التنازلات مع الاستخدام الذكي للإرهاب واستمرار العملية.لماذا يتصرف على هذا النحو? اولمرت يريد بكل قوته إنهاء منصبه ليس فقط كرئيس وزراء فاسد اضطر الى التخلي عنه بسبب اتهامات جنائية, بل يرغب ان يكون سياسياً. ولكن على حسابنا. |
|