تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صالح الحايك .. يصرخ في وجه الجيل الجديد.. كنا جسراً لكم ..

فنون
الأربعاء 27/8/2008
فؤاد مسعد

بدأت موهبته بالظهور منذ المرحلة الابتدائية حين كان يجمع الأولاد حوله ويغني لهم ويصنع من الشحار لحى وشوارب ويمثل الشخصيات التي كانوا يدرسونها (عمر المختار ..) , يقول :

(أعطاني الله صوتاً جميلاً في الإلقاء لأنني كنت أخاطبه كثيراً فقد عشت يتيماً ودرست في مدرسة أيتام سيد قريش) وبذلك تميز حتى في صوته القوي المعبّر .. إنه الفنان صالح الحايك الذي يرى أن جيله يتعرض اليوم لظلم شديد من الأجيال الجديدة الوافدة على العمل الفني ورغم ذلك هو يُعطي بحب وإيمان برسالة الفن .. حول جديدة وقضايا فنية أخرى كان لنا معه هذا اللقاء :‏‏

كيف كانت تجربتك في إذاعة النور ?‏‏

حالفني الحظ في التعرف على أسرة إذاعة النور التابعة لحزب الله حيث سجلت لهم بعض الأدعية من أجل شهر رمضان , وقد تم اختياري مع الفنان هشام كفارنة للمشاركة في المسلسل إذاعي عن عبد القادر الجزائري نص عدي الموسوي وإخراج حسن الشيخ , وقد كانت تجربة جميلة حيث استحضر المؤلف شخصية (عبد القادر الجزائري) وقدم إسقاطاً تاريخياً على ثورته شبيه فيها صمود حزب الله أمام العدو الإسرائيلي .‏‏

غالباً عندما يُسأل فنان عن جديده يُهمل ذكر أعماله الإذاعية فلماذا ?‏‏

الإذاعة من أهم المنابر الفنية , فالميكرفون عالم قائم بحد ذاته , والممثل عندما يؤدي شخصية في الإذاعة عليه دخول حالتها لإيصال الصورة صوتياً للمتلقي وهو يرسمها .‏‏

في هذا العام نقدم برنامج (حكم العدالة) تلفزيونياً باسم (وجه العدالة) وقد شاركت في تجسيد شخصية النائب العام , وكل حلقة منه تتحدث عن حكايا وأتمنى أن يحقق العمل النجاح ولكن خوفي عليه ألا يحقق بالصوت والصورة ما حققه الصوت .‏‏

هل تخاف على (وجه العدالة) من (حكم العدالة) ?‏‏

بالطبع أخاف عليه من (حكم العدالة) , وأنتظر لأراه على الشاشة علماً أنه قد تهيأت له ظروف النجاح كلها. وإن حقق العمل نجاحاً تلفزيونياً سيتمر على إلى مئات الحلقات القادمة لأن كل حلقة حكاية منفردة والمشاهد لا يمل من متابعة هذه النوعية من الأعمال .‏‏

ما جديدك في الجزء الثالث من (باب الحارة) ?‏‏

أؤدي فيه شخصية (أبو صياح) زعيم حارة الماوية , ومن المعروف أن المخرج بسام الملا لا يعطي نص العمل كاملاً لأحد كي لا تُنشر الحكاية قبل أن تُقدم فيعطي لكل ممثل دوره وما يدور حوله , ولكن الخط الدرامي لدور جميل فهو زعيم حارة وطني متمسك بالدفاع عن وطنه وأهل حارته , حكيم بقراراته , وقد أديت بعض المشاهد التي ستُبكي المتلقي عندما يراها من شدة تأثره بها .‏‏

لماذا لم تشارك سابقاً في الأعمال الشامية رغم أنك من هذه البيئة ?‏‏

هذه الأعمال تعنيني فأنا (ابن الميدان) .. عموماً أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً , لكن أعتب على زملائي الآخرين فهذا العام تم تصوير أكثر من عمل عن البيئة الشامية , لكني شاركت أيضاً في (أولاد القيمرية) إخراج سيف الدين سبيعي بدور رئيس المخابرات التركي , وهو من الأدوار الجميلة التي قدمتها هذا العام .‏‏

هل تخشى على الدراما السورية من الأعمال المدبلجة ?‏‏

لا أبداً , فالتلفزيون يبلع الكثير من الأعمال , وسبق أن عرضت (كاساندرا) ولكن أين هي اليوم ?.. الساحة تتسع للجميع والدراما التي يحبها الناس هي التي ستستمر , والدراما السورية متينة جداً لأن لها أسساً متينة فمنذ أيام الأسود والأبيض كانت متميزة , وأعتقد أن الأعمال المدبلجة قد فتحت فرص عمل لزملاء لنا لا يجدون عملاً في الدراما السورية , لكن لن تحل البيئة المدبلجة مكان البيئة العربية فالمُشاهد يرى هذه الأعمال كحالة جديدة على الساحة وبعد عددٍ منها لن يلتفت إليها .‏‏

هل تشعر أن جيلكم مظلوم ?..‏‏

جيلنا مظلوم .. فالجيل الجديد يلغي الذي قبله وهذا الكلام يندرج على المجالات كلها وليس في الفن فقط , فقد نسي الجيل الجديد أن صالح الحايك قد جاع يوماً وقاطعه أهله وأهل حارته , فقد كنا كفنانين منبوذين من المجتمع لكننا آمنا برسالتنا في الحياة فنحن ضمير الأمة والسلطة الخامسة فيها , لقد استطاع جيلي أن يضع أسساً متينة وأن يسعى لقيام نقابة للفنانين التي سعت بدورها لإقامة معهد للتمثيل وللموسيقا .. نحن الجيل الذي تعب والذي أخذ شرعيته من المجتمع , كما حصلنا على الشرعية من الدولة عبر تكريم الفنانين , وأخذنا شرعية العلماء ففيما سبق كان هناك من يقول :إن (التمثيل حرام) أم اليوم فيخاطب الشيخ الجماهير مؤكداً أننا كنا بناة للأجيال في باب الحارة .‏‏

الجيل الجديد تجاوزنا عبر تكتلاته وشلليته , فتصور مقدار ألمي عندما أرى زميلاً جديد يؤدي دور من أدواري لا يناسبه حتى على صعيد المرحلة العمرية. وهنا أتساءل هل الهدف إلغاؤنا ?.. لقد كنا جسراً لهم فمروا على جثثنا.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية