|
البقعة الساخنة بدليل الترسانات والعبوات الناسفة التي تنفجر يوميا في الشوارع والساحات العراقية .. بعد كل هذا وذاك يصرُّ الاحتلال على البقاء في العراق ليستكمل مهمته «الإنسانية الحضارية» كاملة, ففي الوقت الذي تعلن فيه الحكومة العراقية توصل المفاوضين الأميركيين والعراقيين إلى اتفاق أمني, ينصُّ على انسحاب الاحتلال نهاية العام 2011, تنفي واشنطن الاتفاق وماينصُّ عليه جملة وتفصيلا, ومن الواضح أن المشكلة ليست في إنجاز الاتفاق أو عدمه, بل في البريد الذي لايوصل الرسائل جيداً أو الذي لايستقبلها جيداً!! ومع أن موعد ال 2011 ليس وشيكاً لتحرير العراق , و«إراحة» المحتل الأميركي من همه , ومع أنه كاف للانقلاب عليه وتمديده والبقاء في العراق بعده, إلا أن الأميركيين يصرون على نفيه, وعلى نفي أي فكرة أو موعد للانسحاب ولو كان بعيداً. فحوى الرسالة العراقية يقول: إن العراق يرفض الاحتلال تحت أي ذريعة, وخاصة بعدما هوت ذرائع أسلحة الدمار الشامل ومثلها ذرائع الديمقرطية وتحرير الإنسان العراقي, وفحوى الرد الاميركي على الرسالة العراقية يقول: إن الاحتلال في العراق باق ولن يغادر بالمفاوضات أو الاتفاقات أو جدولة الانسحابات, حتى ولو سقطت الذرائع وارتفعت الوقائع, فثمة بحر من النفط تحت أرض العراق لن يجف في العام 2011, وثمة من يحتاج هذا البحر ويستعد لتكرار أو ارتكاب أي جريمة جديدة من أجله ومادام النفط والاستراتيجيا السياسية والعسكرية هما سبب وجود الاحتلال, فلماذا التعويل على الاتفاقات الأمنية التي لايهدف الاحتلال منها إلى انسحاب أو جدولة انسحاب, بمقدار مايهدف إلى تقنين وجوده أو إعادة تموضعه, أو حتى زيادة فاعلياته وركائزه?, ولماذا إيهام العراقيين أن ثمة ماهو مهم وحاسم ومصيري في صيغة الاتفاق الأمني, سواء نص على انسحاب أم جدولة انسحاب أم مواعيد لهذا وذاك ? |
|