تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إن لم يكن في قلبها ..!

الكنز
الأربعاء 27/8/2008
علي محمود جديد

أشعر بالكثير من التضامن مع وزارة الاقتصاد والتجارة , في هذه الأيام العصيبة , التي لم تكن تحتاج إطلاقاً إلى الحقن الرمضانية , التي تُدَسُّ في عضلات الأسواق وشرايينها , لتزداد مؤشرات الأسعار ارتفاعاً , ولهيبها استعاراً , مع اعتذاري الشديد من رمضان المبارك وأهله , فنحن هنا نتحدث عن حالة اقتصاد و سوق , لاعن حالة شرعٍ وشريعة.

وحالة التضامن هذه , التي جاءت وكأنها (كريزا ) عابرة , استندت في واقع الأمر ,إلى حالة القلق غير المعلنة التي بدأت تعيشها وزارة الاقتصاد , ولعلَّ أبلغ تعبير عنها , كان الإعلان عن استعدادات الوزارة للتصدي لمحاولات استغلال قدوم رمضان المبارك في رفع الأسعار بكل ما أوتيتْ من قوة , ولكن ما نكاد أن نراه ونتيقن منه , هو أنَّ هذه القوة ما تزال عند وزارة الاقتصاد هشَّة فعلياً , وليست قوية بالقدر الذي يُتيحُ لها ذلك التأثير الكبير باعتباره اقتصر على سياسة اقتصاد السوق الاجتماعي على التأثير السلمي الذي يُحاكي المُستغلين بشكلٍ هيَّنٍ وليَّن , حيث ابتعدت الوزارة طوعاً ودون إكراه عن تحديد الأسعار , وإلزام البائعين بها , تاركة الحبل على الغارب لذوق البائعين , بعد أن أعلنت عن تمزيق سياستها في التسعير الإداري .‏

ومع هذا فالوزارة ليست يائسة ذلك اليأس الذي يمنعها من أن تدلي بدلوها لمقارعة فساد السوق من خلال إجراءاتها الاقتصادية المعتمدة على طرح البضائع والسلع الكفيلة بفرملة الأسعار إلى حدود معينة , من خلال الضغط ولو بشكل خفيف على السوق عبر ذلك العَرض الموازي , الذي يُفترض أن ينجح في تقليص الطلب من السوق العادية , غير أنَّ هذا التقليص دون الطموحات بكثير , وما تزال الوزارة تحتاج إلى المزيد من المنافذ , والسيارات البيّاعة , التي لا عيبَ في أنْ تصطفَّ أيضاً بجوار الأسواق الناريَّة , إن لم يكنْ في قلبها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية