تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قوة الدور

معاً على الطريق
الأربعاء 27/8/2008
نبيه البرجي*

روبرت كاغان هو من وصف الشرق الاوسط بأنه «مستودع للغيبوية» الغيبوبة الابدية كاد يضيف..

لم يوضح المفكر السياسي الذي يقف الآن, كمستشار رؤيوي لجون ماكين, من الذي صنع الغيبوبة..‏

لكن سعادة المستشار الذي تكاد ترى, وبالاصابع المجردة, كيف أن هيكله العظمي لايزال عالقا وراء ابواب القرن التاسع عشر- وماقبل ذلك بكثير- لايعجبه البتة أن يكون هناك رجل بيننا يصرخ في وجه تلك الغيبوية.‏

أزعجته كثيراً زيارة الرئيس بشار الأسد لموسكو,أزعجته أكثر مواقفه,أكثر فأكثر بنبرته العالية,وبعدما كان كاغان قد قال خلال عهد الرئيس جورج بوش,باعتباره أحد كبار منظري المحافظين الجدد,ما معناه أن العالم ينبغي أن يكون غابة من الرؤوس المطأطئة!‏

اذاً, اكتشف بذهول, وبمرارة, وبسخط أيضاً , أن ثمة من يرفع صوته, وقبضته, وأن ثمة من يؤكد, في هذا الزمن العجيب (زمن رامبو والبدوي الضال.. كما يقول برنارد لويس بتلك الفظاظة) إن هناك من لايزال يحمل الشعلة, ويصر على أن الأمة التي انتجت تلك الثقافة الفذة, لاتزال قادرة على الخروج من المتاهة, وبعدما قالوا هم وبالفم الملآن إنهم في صدد تغيير حتى البيولوجيا الثقافية لهذه الأمة..‏

ولنقل, والأدلة أمامنا, إن ما أدلى به الرئيس الأسد في موسكو (يا جماعة, كم نحن بحاجة الى الاصوات الحازمة والمدوية!) »أضاء قلوبنا القديمة » أو أنه أضاء قلوبنا الشائخة. حصل هذا على امتداد القارة العربية التي يراد لها ان تجرها (وإلى أين?) تلك العربات الهرمة. أجل الهرمة, ألا نلاحظ الى أين أفضت بالقياصرة تلك السياسات العبثية,أو البهلوانية,وحيث الكرة الأرضية في حقيبة اليد?‏

من لبنان,وبعيداً عن كل الشوائب الآنية والتي يفترض أن تكون وراءنا.وراءنا جداً,نشعر أننا,وفي الزمن الذي نراه يتداعى أمامنا,كم تعنينا سورية القوية الفاعلة.‏

شكراً للذي أعاد للدور بهاءه‏

*صحفي لبناني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية