تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زيارة وزير الاقتصاد للساحل!!

منطقة حرة
الخميس 13-9-2012
هيثم يحيى محمد

أستطيع القول إن الزيارتين اللتين قام بهما وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي إلى كل من اللاذقية وطرطوس كانتا ناجحتين من جهة وغير ناجحتين من جهة أخرى !! كيف ذلك ؟

نجاح الزيارتين تجلى في اللقاء المباشر والتواصل الحي مع الفعاليات الإدارية والاقتصادية والإعلامية والاستماع إلى ملاحظاتهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم بخصوص الوضع الاقتصادي والتجاري للساحل بشكل خاص وسورية بشكل عام .. ومن ثم الحديث إليهم حول عمل الوزارة الإجرائي والإسعافي وخططها لمعالجة المشكلات اليومية التي تواجه العمل.. ورؤيتها الإستراتيجية لمستقبل الاقتصاد السوري في ظل استمرار الأزمة وبعدها.. كما تجلى في تحريك الأجواء ورفع وتيرة البحث والتفكير عند رجال المال والأعمال من خلال تكليفهم أو الطلب إليهم دراسة الآثار السلبية المترتبة على الأزمة ومقترحاتهم لحلها.. بعد أن عاش معظمهم وما زال نوعاً من الترهل والجمود و( النأي بالنفس ) أو (الهروب) في إطار تعامله مع الأزمة وتداعياتها.‏

أما عدم نجاحهما فقد تجلى في عدة نقاط أبرزها ـ من وجهة نظري ـ عدم اتخاذ قرارات لمعالجة المشكلات والمنغصات التي تم طرحها والاكتفاء بالوعود في دراسة ما يرفع من مقترحات خطية إلى الوزارة.. وعدم الاتفاق على آلية عمل ومتابعة أكثر جدوى وجدية من الآليات السابقة من شأنها اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب لأن التأخير في معالجة مشكلة ساخنة أو قضية تمس الاقتصاد الوطني أو حاجات الناس يترك تأثيرات سلبية نحن في غنى عنها.. وعدم دعوة كل مكونات الأسرة الاقتصادية إلى اللقاء حيث احتج واعترض عدد من أساتذة كلية الاقتصاد الثانية بطرطوس على تجاهلهم وعدم دعوتهم إلى لقاء الوزير في طرطوس.. والدخول في الزواريب الشخصية والمصلحية من قبل بعض رجال الأعمال بدل التركيز على الساحات الوطنية التي تعود بالخير على الجميع في حال تحسين أوضاعها وتطويرها.‏

على أي حال بعيداً عن ( النجاح أو عدم النجاح ) يبقى أسلوب التواصل المباشر الذي يعتمده وزير اقتصادنا د. محمد زياد محبك مع الفعاليات الاقتصادية والتجارية.. جيداً.. ومفيداً.. على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل.. ومع هذا العمل ينتظر المواطنون العاديون أن يعود هذا التواصل بالخير عليهم وليس على التجار وأصحاب رؤوس الأموال فقط كما حصل في سنوات ماضية.‏

وينتظر أبناء الساحل والقاطنون فيه معالجة المشكلات والمعاناة التي تم طرحها خلال الزيارتين أو التي كتب ويكتب عنها الإعلام باستمرارمعالجة على أرض الواقع وليس على الورق .‏

ولعل أبرزها المشكلات المتعلقة بالروتين والبيروقراطية والفساد والجمارك والبطالة والحمضيات وزيت الزيتون ومستلزمات الإنتاج والتسويق ونقل المواد بين المحافظات.. والاستيراد والتصدير والتنمية والموارد وتطوير المرفأين الخ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية