|
آراء كيف تصنع تلك الدماء التي تتصاعد أوجاعها في أرواحنا ثورة؟! كيف تقبل عقولكم أن قتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ بأوامر أميركية وإسرائيلية وخليجية يصنع ثورة, وإسلاماً, يفتح لكم طريقاً إلى جنة من أعناب, وأنهاراً من خمر, وحوريات تضج أجسادهن بالشهوة؟! تتباكون على الإسلام في سورية وتغضون النظر والعقل والفكر والدين عما يجري في القدس والضفة, والأقصى, وغزة. انتبهوا.. في سورية وحدها نقاء الإسلام, والمسيحية, والعروبة, وصفاء السماء, وقداسة الأرض.. على من تكذبون؟! ليت جماعة النفط الأسود, والفعل الأسود, والشرف الأسود دفعوا «الملاليم» القليلة لتحرير بيت المقدس, والقدس, والضفة.. ليتهم عملوا مع ساداتهم على رفع الحصار عن غزة, ليتهم تنادوا يوم قتل الصهاينة الأرض في غزة قبل أرواح أهلها لعقد مؤتمر لأجل غزة, أو لبنان, أو العراق الذي تحول الآن إلى مستنقع للدم بتمويل خليجي. في كل الأزمنة كان العقل العربي منارة علم وفكر وتقدم, منذ دخلت الماسونية إلى عقول جماعة النفط تغير حال العرب.. تحت غطاء الدين, يقتل العربي العربي, والمسلم المسلم, وتتصاعد حرائق الطائفية والمذهبية والعرقية, هل حرائق هذا الاقتتال تنبجس من السماء, أم بأوامر أميركية وصهيونية؟! الدم النازف في سورية بفعلكم, يبدد الضياء الذي توهج به الإسلام قبل ألف وأربعمئة سنة.. ويأخذ سورية, كل سورية, والمسلمين كل المسلمين, والعرب كل العرب إلى الاحتضار الحضاري والإنساني والديني, على القتل تتأسس ثقافتكم, وأفكاركم، يرسم القتل نهاية العرب والمسلمين وبداية للصهيونية, لينهض الهيكل على أرض الأقصى, أنتم اليوم جنود الهيكل. إن كنتم تريدون بناء ثورة.. نحن وأنتم بحاجة إلى حرية, وإصلاح, ووطن قوي بأبنائه.. وبحاجة إلى مؤسسات فاعلة في كل القطاعات, وإلى أحزاب وطنية, وإلى برامج إصلاح, وكوادر إصلاحية قادرة على تحويل تطلعاتنا إلى فعل على أرض الواقع, وإلى خطاب ثقافي وسياسي يتجاوز الخطب المتخلفة « الطائفة, والمذهب, والعرق, والعشيرة, والانعزال, والاستسلام, والتكفير, خطاب يعمّق روح الإنسان السوري المتفتحة على الإنسانية, والسلام, والمحبة, خطاب يؤكد خصوصية دمشق التي كانت وستبقى قلب وطن عربي يمتد من الخليج إلى الفرات. هل الدم هو الطريق إلى أحلامنا؟! لاحرية تقوم على التعصب الطائفي والديني, لاوطن ينهض على إلغاء الآخر بالسواطير والمتفجرات, تقتلون على الهوية, السوريون في كل أنحاء الوطن يصرخون في وجوهكم: «بئس تلك الحرية» إن أردتم وطناً قوياً مستقلاً، سيداً, قادراً على مواجهة تحدياته الداخلية والخارجية, ولعب دوره على الصعيد العربي, والإقليمي, والدولي, وفي مواجهة مشاريع الغرب الاستعماري, والأحلام التوراتية الصهيونية بإقامة إسرائيل الكبرى على الوجود العربي من النيل إلى الفرات.. توقفوا عن سفك دماء السوريين.. توقفوا عن تصنيف السوريين إلى مؤمنين وكفار, إلى بشر يجوز ذبحهم, وبشر يجوز لهم ذبح إخوتهم كما تذبح الخراف.. مايجري ليس ثورة, ولستم ثواراً، إنها مؤامرة أميركية إسرائيلية.. هل يجرؤ أمراء النفط «خدم الحرمين الشريفين» على رفع أصواتهم من أجل الأقصى, والقدس, وغزة؟؟ هل تجرؤون على تحويل فوهات بنادقكم نحو العدو الصهيوني؟؟ الويل للذي يحاول ولو نظرياً أن يرفع صوته في وجه الصهاينة الجدد.. أنتم اليوم هذا الويل على سورية التي ترفع صوتها عربياً, ومسلماً في وجه أميركا وإسرائيل. |
|