|
قاعدة الحدث ، وكفاءته الحرارية المرتفعة التي كان لها دور كبير في استخدامه الصناعي الذي فاق كل الاستخدامات حتى أمسى أساسيا في صناعات لم يعد بإمكان الحياة العصرية الاستغناء عنها بدءاً بمعجون الأسنان والأدوات البلاستيكية في المطابخ وصولاً إلى الأدوية والمواد الغذائية والأصباغ والأقمشة والأسمدة والورق والتبريد والتدفئة.
ويتبوأ الغاز الطبيعي مكانة مهمة في عالم الصناعة كمصدر للطاقة، وخصوصاً في الصناعات التي تتطلب كميات كبيرة من الحرارة، كالصناعات المعدنية ومنها صناعة الحديد والصُلب والألمنيوم، وصناعة الإسمنت والزجاج بالإضافة إلى استخدامه في بعض الصناعات الكيميائية كمادة أولية، ومن أهمها صناعة المنظفات والأصباغ والبلاستيك والدهانات. ويأتي الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي لأنه يوفر نحو رُبع الطاقة الكلية التي تحتاج إليها العديد من الدول الصناعية التي تمتلك مصادر للغاز الطبيعي، لأن استخدام كمية منه تولد طاقة عالية جدا مقارنة مع نفس الكمية من الفحم والنفط، ويشير الواقع الحالي إلى دخول الغاز في قطاعات مهمة في الاقتصاد والصناعات البتروكيماوية، وإلى منافسته للنفط في قطاع المواصلات وفي قطاعات التدفئة وتوليد الكهرباء، وذلك نتيجة ظهور الغاز غير المصاحب وتطور التقنية إذ يستعمل كوقود في الدورة المركبة التي يمكن باستخدامها رفع كفاءة التوليد بما يزيد على ثلث الكفاءة العادية لتوليد الكهرباء، كذلك تعتمد بعض صناعات البلاستيك والألياف الصناعية ومنتجات بترو كيماوية على غاز الميثين أحد مكونات الغاز الطبيعي كمادة خام، ولذلك يتوقع أن يلقى الغاز دفعة قوية نتيجة للاتجاه المتزايد نحو استهلاك الكهرباء مع تزايد ندرة النفط، ولأن استهلاك الغاز يساهم في تحسين الظروف البيئية نتيجة لانخفاض المنبعث من غازات الاحتباس الحراري، في وقت تشتد فيه المعارضة العالمية لاستخدام بدائل شديدة التلوث مثل الفحم، ولأن التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كبديل لأنواع الوقود الأخرى يعتبر إنجازا بيئياً كبيراً واستثماراً عظيماً لمصلحة البشرية، حيث سيعمل ذلك على تقليل نسب التلوث البيئي بصورة كبيرة ما سينعكس إيجابا على صحة الفرد والمجتمع. كما أدى ارتفاع أسعار النفط عالمياً، إلى زيادة الاهتمام بالغاز الطبيعي، حيث اعتبر حرقه في الحقول سوء استغلال لمصدر من مصادر الطاقة، وتلويثاً للبيئة وهدراً لمادة أولية يمكن أن تستغل لإنتاج طائفة كبيرة من المركبات والمواد الكيميائية الصناعية المهمة، وبرزت أهمية الغاز في استخداماته الكثيرة بالصناعة حيث تستخدم الشركات لهب الغاز أو حرارته في تغليف وقطع وتشكيل الفلزات والمواد الأخرى وفي تقوية مُقدّم مخاريط المركبات الفضائية لكيلا تحترق من الحرارة المكثفة الناتجة عن الاحتكاك الجوي، ويستخدم أيضا في تصنيع أو معالجة الطوب والبلاط والإسمنت والخزف والزجاج والأغذية، والحديد والفولاذ، والورق والمنسوجات ومنتجات أخرى لا حصر لها. ويجد علماء الصناعة أهمية بالغة لاستعمال الغاز في الأبحاث الخاصة بالتطوير أو في العمليات الجديدة، كما أن أعدادا متزايدة من المصانع تستخدم أنظمة متكاملة للطاقة الناتجة عن الغاز وذلك لإمدادها بكل احتياجاتها من الطاقة، ويعتبر الغاز في مثل هذه الأنظمة المصدر الخارجي الوحيد للطاقة، كذلك تستعمل الصناعة سخانات الغاز مصدرًا للأشعة تحت الحمراء، وتُسخن الأشعة تحت الحمراء الأجسام المسلطة عليها فقط دون الهواء، ولهذه النوعية من السخانات استعمالات خاصة، إذ تستعمل للتدفئة في المستودعات الكبيرة أو المباني التي يصعب تدفئتها، كما يُعتبر الغاز الطبيعي مصدرًا مهمًا للبتروكيميائيات التي تُستخدم كوحدات بناء في تَصْنيع العديد من المنتجات التي تتضمن المنظفات الصناعية والأدوية والأسمدة والدهانات والمطاط والصوف الصناعي والنايلون والبوليستر والمنسوجات الصناعية الأخرى، وهناك توقعات تشير إلى أن نسبة استهلاك الغاز الطبيعي في الأغراض الصناعية ستصل إلى نحو يعادل 40 %من استهلاك الغاز في العالم. |
|