تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حقول المتوسط.. أخطر ملفات الصراع القادمة

قاعدة الحدث
الخميس 13-9-2012
إعداد: أيمن بدور

قبل حوالي السنتين تم التنقيب عن النفط في شرقي البحر الأبيض المتوسط بصورة مكثفة، وتم اكتشاف حقول غاز كبيرة قبالة شواطىء فلسطين المحتلة ولبنان وسورية وجنوب جزيرة قبرص..

أسرعت إسرائيل إلى قبرص لتوقيع اتفاق لرسم الحدود البحرية معها، وكأن المياه الإقليمية ملكها. ودخلت تركيا على هذا الخط (الصراع)، وهددت قبرص إذا بدأت بعملية استخراج الغاز من تلك الحقول قبل الحصول على موافقتها لأن لها حصة في ذلك.. وتحرك لبنان أيضاً، وبدأ يجري اتصالاته ليؤمن حصته من حقول الغاز.‏

الإدارة الاميركية تريد مع إسرائيل الهيمنة على حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ولا تستطيع ذلك إذا كانت سورية قوية، ومحور الممانعة قوي أيضاً... ولذلك أقنعت تركيا بالمشاركة في المؤامرة على سورية مقابل تأمين حصتها من الغاز في هذه الحقول، وتدخلت قطر في هذا الصراع لأنها لا تريد أن ترى دولة عربية تنافسها في استخراج وتصدير الغاز، وهي تريد الحفاظ على سوقها من خلال مسايرة الادارة الاميركية والخنوع لأوامرها، والقبول بها من أجل تأمين وجودها ودخلها النفطي العالي..‏

الصراع على الغاز ليس من الأمور البسيطة وخاصة أن النفط العربي في الخليج سينتهي في يوم من الأيام، والصراع المخفي حالياً هو على حقول غاز طبيعية جديدة.. لقد قسّم البريطانيون والفرنسيون منطقة الشرق الأوسط قبل 95 عاماً باتفاقية سُميت «سايكس بيكو»، وها هم يعملون على تقسيم هذه المنطقة إلى مزيد من الدويلات الصغيرة حتى تكون ضعيفة، وتحت رحمة وإمرة الولايات المتحدة.. كما تم تقسيم الخليج الى دويلات ومشيخات وامارات صغيرة حتى لا تقوم دولة قوية قادرة على استخدام موارد النفط لفرض إرادتها وسياستها على العالم، أو الحصول على ما تريده دولياً.‏

وانطلاقاً من أطماع الدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة سواحلها على البحر الأبيض المتوسط، فإن الولايات المتحدة رفعت شعار التغيير، واقامة شرق أوسط جديد منذ فترة، واقامت بالتعاون مع قطر ما يُسمى بأكاديمية التغيير ومقرها الأول في لندن، والثاني في الدوحة، والثالث في فيينا، هذه الأكاديمية تُعنى بالتغيير في العالم العربي، أي نحو الأسوأ، ونحو الأكثر ضعفاً،‏

الحرب بدأت بالفعل، حيث يتنازع الكيان الصهيوني مع دول المنطقة على حقول الغاز المكتشفة حديثاً بشرق البحر المتوسط، ويتمسك كل طرف بموقفه الذى يعززه بأن حدوده البحرية خط أحمر تندرج تحت طائلة السيادة الوطنية.‏

«المصري اليوم» تفتح أخطر ملفات الصراع الأكبر الذى تنتظره المنطقة، وتسعى من خلال هذا التحقيق إلى التعرف على الأبعاد المختلفة لهذا الصراع المكتوم حتى الآن بين دول المتوسط حول مناطق الغاز، من خلال التعرف على مواقف الدول المختلفة ممثلة فى كل من مصر وإسرائيل ولبنان والسلطة الفلسطينية واليونان من هذه القضية».‏

وفى اليونان، أرسلت السلطات خطاباً رسميا لوزارة الخارجية المصرية تخبرها فيها بأنها سوف تستعد لبدء عمليات المسح السيزمي لبعض المواقع البحرية فى المياه العميقة فى البحر المتوسط.‏

وقال مصدر حكومي مسؤول إن اليونان أرسلت خريطة تطلب فيها تعيين الإحداثيات المتعلقة بحدود الجانب المصري لعدم انتهاكها فى عمليات المسح، لكن الخارجية طلبت من اليونان خريطة تتضمن إحداثيات محددة لعرضها على اللجنة العليا لترسيم الحدود والرد على طلب الجانب اليوناني.‏

وفى لبنان، تستعد الحكومة اللبنانية لطرح أول مزايدة عالمية أمام الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز فى المياه العميقة فى البحر المتوسط بعد تأجيل دام طويلاً بسبب عدم إقرار قانون الحدود البحرية للبنان.‏

أما سورية فإن الظروف السياسية التى تمر بها دفعت الحكومة لتأجيل الإعلان عن نتائج المزايدة العالمية التى طرحتها الشركة للتنقيب عن الغاز فى المياه الإقليمية والمعلومات المتوافرة تقول إن هذا الحوض هو الاثرى في العالم بالغاز حيث يؤكد معهد واشنطن أن سورية ستكون الدولة الأغنى.‏

كانت تركيا قد أعلنت عن أنها ستقوم للمرة الأولى بعمليات مسح سيزمي للمناطق البحرية لها فى مياه البحر المتوسط في إطار خطوات تمهيدية لبدء طرح هذه المناطق للتنقيب عن الغاز، وضمان حقوقها وقال: وزير البترول إنه مقتنع بأن مصر يمكنها تحقيق المزيد من اكتشافات الغاز فى المياه العميقة فى البحر المتوسط لأنها تمتلك العوامل المناسبة لذلك وفي مقدمتها توافر شركات تمتلك التكنولوجيا.‏

وإذا قيل إن الحرب المقبلة في المنطقة ستكون حول المياه الشحيحة، فإن اكتشافات الغاز المتتالية للدول المطلة على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، ترسم صورة قاتمة لحروب بين الدول للسيطرة على مناطق الغاز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية