|
دراسات أريد لها أن تتمخض عن حكم ديمقراطي، عربي قومي يعيد لمصر، هويتها العربية بعد أن سلخت منها في اتفاقات (كامب ديفيد) التي لطخت وجوه العرب بالذل والعبودية، واستلاب الهوية القومية للإنسان العربي وبصورة خاصة الشعب العربي الفلسطيني. محمد مرسي، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990م وتزوج هناك من امرأة يهودية تدعى (مريام) من أب يهودي وأم هولندية، وكان مرسي هذا، قبل انخراطه في سلك التدريس، كان يعمل في مكاتب، (أصدقاء أمريكا العظمى)، التي تأسست عام 1969م، وهي منظمة مناهضة لحركات التحرر في العالم، ومقرها في واشنطن، وكان رئيس هذه المنظمة أمريكي المولد هو (تيودران مارون)، ثم أكمل مرسي، دراسته هناك بعد أن أصبح عضواً بارزاً في حركة إخوان المسلمين المصرية ومساعداً قوياً للحركة في جمع الأموال بكل الوسائل المتاحة وهي هبات من دول كبرى، ومن جمعيات وحركات دينية سلفية، وقد ارتبط محمد مرسي ارتباطاً وثيقاً بأكبر المنظمات المعادية للعرب وللقومية العربية، حتى هيأته الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليكون بديلاً للرئيس السابق حسني مبارك الذي انتهت مهمته ولم يعد صالحاً للعمل في وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني. محمد مرسي.. هذا، لم يكن نتاج الثورة المصرية الحديثة، ولا نتاج الجماهير المؤمنة بالقومية العربية التي احتشدت في ميدان التحرير، ولا في الجامع الأزهر، ولا حول مقام سيدنا الحسين بن علي عليهم السلام، بل نتاج مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ضم إليه حكام السعودية وقطر، وعملاء البتروـ دولار، فلا عجب حين يهاجم في خطابه بمؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران، سورية العربية صاحبة المشروع القومي العربي بلغة الأمريكان والصهاينة، فما قاله لا يمثل شعب مصر، ولا تاريخ مصر وعروبتها وكبرياء أهراماتها، لأن سورية الشامخة بشعبها الأبي لايهمها نعيق مرسي عندما قال في كلمته (إن الدم السوري أمانة في عنقي).. نعم لقد صدق مرسي، فدماء الشهداء في سورية لن ترحم مرسي ولا حكام آل سعود وقطر وعرب الجنسية، جميعهم شاركوا في قتل الشعب العربي السوري مثلما شاركوا في قتل الشعب العراقي والليبي، وإذا كان مرسي يفتخر بأن قطر قد أودعت لمصلحته في البنوك الأمريكية مبلغاً قدره 2 مليون دولار كرشوة للانضمام لجوقة المتآمرين على سورية فإن الشعب العربي المصري بما عرف عنه من شهامة وبطولة سوف يلفظ كل الرشاوى الأمريكية والقطرية والسعودية لأنها تمثل مؤامرة لقتل الشعب العربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي. والسؤال هو، إذا كان محمد مرسي حريصاً على الشعب السوري فلماذا يحرم الفلسطيني من عبور المعابر في قطاع غزة ويحرم الطلاب والمرضى والعمال من العبور منفذاً للقوانين التي أملتها عليه إسرائيل، ولماذا لا يقطع أنبوب الغاز عن إسرائيل اللقيطة التي تحاصر وتقتل الشعب العربي الفلسطيني؟.. ولماذا.. ولماذا...؟ والجواب.. إن كل كلمة قالها مرسي ضد سورية إنما هي نابعة من خيانته لمصر وأمة العرب، فقد تنازل عن جنسيته العربية المصرية، وانحنى ذليلاً لأسياده الأمريكان الذين ادخلوه في مشافي غسل الدماغ أسوة بغيره لينضم إلى مجموعات العملاء والجواسيس والقتلة من أمريكان وصهاينة مثله الذين احتلوا العراق وليبيا وقسموا السودان ومثله الذين تآمروا على سورية وشعبها وتاريخها العظيم، ويا للأسف أن يحضر في قمة عدم الانحياز (تافه) مثل مرسي وعملاء مثل آل سعود، وحكام قطر وجبناء من أشباه الرجال في دول الخليج العربي، وبالمقابل نتذكر أولئك الرجال العظام الذين شاركوا في تأسيس منظمة عدم الانحياز ،جمال عبد الناصر، وجوزيف بروزتيتو، ونهرو وسوكارنو، علينا أن نذكر التاريخ ونتذكر أولئك الذين رفعوا بأيديهم رايات المجد والحرية والوحدة أما مرسي فإلى مزبلة التاريخ. وليس لعمر التاريخ حد. أكاديمي وكاتب عراقي |
|