تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت أن مواقف بعض أعضاء مجلس الأمن تسهم في تبرير العنف في سورية.. روسيا: الغرب يقبل بالأعمال الإرهابية المتوافقة مع مصالحه السياسية.. على اللاعبين الخارجيين المطالبة بوقف العنف وضمان الظروف للحوار

موسكو
سانا
صفحة أولى
الخميس 13-9-2012
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الغرب يقبل بالاعمال الارهابية ويمتنع عن ادانتها اذا كانت تتوافق مع اعتباراته السياسية وهذا امر مؤسف.

واعتبر لافروف في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة في دول اسيا الذي بدأ أعماله أمس بالعاصمة الكازاخستانية استانة انه من الخطأ التدخل بالازمة في سورية على طريقة دعم طرف على حساب الاخر كما لا يجوز أبدا اتخاذ موقف عدم الاكتراث ازاء المأساة الانسانية فيها موجها انتقادا شديدا للغرب الذي يحبط مساعي المجتمع الدولي لادانة الاعمال الارهابية.‏

واستغرب لافروف الموقف الغربي الرافض لادانة الاعمال الارهابية في سورية رغم ان المبادئ العامة التي يقوم عليها مجلس الامن تقوم على ابداء رد فعل فوري على اي اعمال ارهابية وادانتها بشدة وتأكيد موقفه الثابت بعدم جدوى الارهاب مهما تكن الاسباب التي يتم التذرع بها متسائلا لماذا تراجعت الدول الغربية عن هذا الموقف للمرة الاولى عندما وقع عمل ارهابي في دمشق في مبنى الامن القومي والذي راح ضحيته عدد من قادة الاجهزة الامنية؟‏

وسخر لافروف من الحجج الغربية لتبرير عدم ادانة تفجير مبنى الامن القومي على اساس أن العمل لم يكن ارهابيا لان الذين سقطوا فيه قادة اجهزة مسلحة تقوم بمكافحة المسلحين معتبرا ان هذا الموقف يثير الذهول والحيرة مؤكدا ان المبدأ يقول انه عندما يظهر عمل بانه تم التخطيط له وتنفيذه كعمل ارهابي فهو عمل ارهابي حتما.‏

واضاف لافروف انه فيما يتعلق بالاحداث الاخيرة فان روسيا اقترحت عدم الاقتصار على ادانة الاعمال الارهابية في حلب التي راح ضحيتها عشرات الاشخاص وانما ادانة سلسلة الاعمال الارهابية التي وقعت في اليوم ذاته في العراق ولكن الشركاء الغربيين طلبوا فترة توقف للتشاور مع عواصمهم على ما يبدو ورفضوا في نهاية المطاف ابداء اي رد فعل.‏

واكد لافروف ان هذا الامر يدل على تغير مبدئي في مواقف بعض بلدان الغرب واصبح مغزى هذا الموقف ينحصر حاليا في انه عندما يدور الكلام عن اعتبارات ومصالح سياسية من وجهة نظر الغرب فان الاعمال الارهابية تكون مقبولة لهم مشيرا إلى انه سيكون سعيدا اذا بدد الشركاء الغربيون هذه الشكوك التي ستبقى موجودة لديه طالما لم يحدث ذلك.‏

واعتبر لافروف ان الازمة في سورية باتت من القضايا الدولية الاشد الحاحا ولا يجوز التدخل فيها لدعم طرف على حساب اخر كما لا يجوز عدم الاكتراث بالاحداث المأساوية التي تعيشها سورية.‏

وأشار لافروف إلى ان على كل اللاعبين الخارجيين وضمنهم الدول الاعضاء في المنظمة أن يطالبوا الاطراف في سورية كافة بوقف العنف فورا وضمان الظروف لكي يجتمع السوريون وليس المرتزقة طبعا على طاولة الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي وذلك من أجل البحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية بناء على الاساس المتفق عليه بالاجماع والمتمثل بقرارات مجلس الامن الدولي وخطة الامم المتحدة ذات النقاط الست التي طرحها المبعوث السابق للامم المتحدة كوفي أنان والبيان الصادر عن الاجتماع الوزاري في جنيف.‏

وجدد لافروف دعم روسيا القوي لجهود الاخضر الابراهيمي المبعوث الجديد للامم المتحدة إلى سورية والمبنية على الوثائق المذكورة موضحا ان الازمة في سورية تعد جزءا من التطورات الدراماتيكية المأساوية التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط والتي تقوض الاستقرار في دول كثيرة والامر الاكثر خطورة أنه يجري استغلال هذه التطورات للتحريض على مواجهات طائفية واثنية.‏

من جهة اخرى اكد لافروف ان الاحداث الجارية في المنطقة حاليا يجب الا تقوض المفاوضات الخاصة بالقضية الفلسطينية.‏

وقال لافروف.. ان موسكو ترى ان اعضاء رباعي الوسطاء الدوليين يجب ان يرفضوا محاولات استخدام الربيع العربي من اجل تقويض المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس القواعد الدولية.‏

غاتيلوف: الغرب يلجأ إلى ازدواجية المعايير في تقييم أعمال الإرهابيين‏

وفي السياق ذاته انتقد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي بشدة رفض الغرب ادانة الاعمال الارهابية في سورية بمجلس الامن الدولي مؤكدا ان هذا الرفض يدل على انه ينتهج ازدواجية المعايير في تقييم الاعمال الارهابية.‏

وقال غاتيلوف في صفحته على شبكة الانترنت أمس.. ان البلدان الغربية باحباطها ادانة الاعمال الارهابية في سورية في مجلس الامن الدولي أكدت أنها تلجأ إلى ازدواجية المعايير في تقييم أعمال الارهابيين معتبرا ان هذا يعني وجود ارهابيين سيئين تنبغي ادانتهم كما أن هناك ارهابيين اخرين يمكن للاسرة الدولية التغاضي عن أعمالهم.‏

وكانت البعثة الدائمة لروسيا الاتحادية لدى الامم المتحدة اعلنت أن موسكو لم تنجح في دفع مجلس الامن الدولي إلى اعتماد مشروع بيان يدين سلسلة الاعمال الارهابية التي ضربت مدينة حلب السورية.‏

وقالت البعثة في بيان نقلته قناة روسيا اليوم ان موقف بعض أعضاء مجلس الامن يتسم بالتغاضي عن الارهاب ويسهم في تعزيز دوامة العنف في الاراضي السورية.‏

تجدر الاشارة إلى أن وزارة الخارجية الروسية أدانت في بيان لها امس الأول التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينة حلب مؤخرا ودعت القوى الخارجية إلى الضغط على المعارضة المسلحة لوقف شن الهجمات الارهابية التي تحصد ارواح الابرياء من الشعب السوري.‏

جهود مجموعة الاتصال الرباعية حول سورية قد تسهم في حل الأزمة فيها‏

وفي سياق متصل أعلن الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ترحيب موسكو بجهود مجموعة الاتصال الرباعية الخاصة بسورية والتي تضم مصر وايران وتركيا والسعودية إذ تعتقد ان هذه المجموعة قد تسهم في الجهود الدولية لتسوية الازمة في سورية.‏

وقال لوكاشيفيتش في تصريح لوكالة انترفاكس الروسية للانباء ان موسكو كانت تتابع باهتمام اول لقاء لمجموعة الاتصال حول سورية على مستوى عال كان هدفه المعلن المساعدة على وقف العنف من خلال الجهود السياسية.‏

واضاف المتحدث ان اي خطوات على هذا الاتجاه وخاصة من هذه الدول جديرة بالاهتمام الجدي والترحيب.‏

وقال لوكاشيفيتش: نعول على ان يكون من شأن التعاون على هذا الاساس بين مصر وتركيا والسعودية وايران الاسهام بشكل ملموس في جهود المجتمع الدولي الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة في سورية وان يساعد على انجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.‏

واشار لوكاشيفيتش الى ان مبادئ عمل مجموعة الاتصال تتطابق في جوهرها مع البنود الرئيسية لوثيقة جنيف التي اصدرتها مجموعة العمل حول سورية في الثلاثين من حزيران الماضي.‏

واوضح المتحدث ان ذلك يخص قبل كل شيء وقف العنف ورفض التدخل الخارجي باستخدام القوة واطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف فئات وطبقات المجتمع السوري.‏

وقد جاء تصريح لوكاشيفيتش تعليقا على لقاء ممثلي الدول الاربع المنتمية الى مجموعة الاتصال المذكورة بالقاهرة يوم الاثنين الماضي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية