تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وإذا الوحوش ..

البقعة الساخنة
الأحد 29-4-2012
 ديب علي حسن

لايلدغ المرء،المؤمن ، قل ماشئت من جحر مرتين ..!

أليس قولاً عربياً مأثوراً ...؟ وأليس حالنا نحن السوريين مع مانراه الآن يجري في أزمتنا؟!‏

سؤال نطرحه على أنفسنا أولاً ونعرف الجحور التي تطل منها الثعابين والعقارب وتلدغ ، ونعرف متى وكيف تخرج ولماذا تلدغ وتلسع... وربما نستطيع التنبؤ بأوقات ذلك، فالتجربة المرة علمتنا...!‏

والسؤال الذي يجب ألا يغادرنا : ألا تعرف هذه الوحوش الكاسرة والثعابين اللادغة أن جحورها مرصودة معروفة وأنها تحت العين الراصدة وأن الشعب الذي بنى سورية حجراً حجراً وصنع حضارتها أراد ألا يضيق لهذه الوحوش الكاسرة فوراً ، أراد لها العودة والتوبة وأن تتضح معالم المؤامرة التي تنفذها عن وعي أو دون وعي ولكن العمه قد ضرب بعيداً في العقول ، وذهبوا بعيداً في الغي والظلم والعدوان..‏

من الذي كان يتوقع ولو في أقصى درجات الخيال أن يرى عملية سحل لسوري في وضح النار ..؟! بل كيف لأيد مهما كانت أو غلت في الإجرام والقتل أن تعلق مشنقة لصبية بعمر الورد، من الذي نصبهم لفعل ذلك ... وكيف لعقل بشري أن يصدق ذلك وفوق هذا وذاك يضعون قرآناً بالقرب منها!!‏

أليس هؤلاء الأعراب الأشد نفاقاً وكذباً ، ودجلاً ..أهم وكلاء الخالق على الأرض ..؟!‏

من الذي سمح لهم بذلك ...أين الإعلام العربي والعالمي من ذلك بل أين ذوو القبعات الزرق من هذه الفظائع ؟ أليس حرياً بمن يهمه الأمر أن يوثق ويوزع هذه الفظائع في أصقاع الدنيا وإلى مجلس الأمن أولاً ...؟ ،وبالتأكيد حدث الأمر ..ولكن علينا ألا نكل ونمل من فضح هؤلاء المتاجرين بالدين!! هذه الوحوش الكاسرة ماذا تقول لخالقها يوم تحشر..؟ هل ستقول له: قال (قرضاوينا)..(ومالو...)‏

أهو الجهاد الذي تدعون... بالأمس رفع الصهاينة علمهم فوق الأقصى ولم نسمع منكم كلمة، دنس القرآن وصمتم ، تستباح المقدسات ، وتنشر الرسوم المسيئة بحق الرسول العربي وتستقدمون من رسمها لتحاوروه في الدوحة ..فأي جهاد وأي أفكار وإيديولوجيات تبيح لكم فعل ذلك..؟‏

جحوركم المستخدمة والمحمية من دعاة الحضارة الزائفة لدغتنا مرات ومرات، ودمنا أريق من أجل الوطن ، من أجل بقائه من أجل عودة الضالين ...لكن أتراه طريقاً طويلاً وأنتم تستقون وتنتهزون كل سانحة من أجل ارتكاب المزيد من الجرائم ...لانظن أن من حمى جحوركم وزاد سمكم بعيداً عن لدغاتكم التي ستطاله قريباً ، ومن لايتعظ من تجارب التاريخ يبق حيث هو. هل نذكركم بجحور أفغانستان وأين نشأت ثعابينها وعقاربها ووحوشها وإلى أين توجهت في نهاية المطاف...‏

ومهما تلون وتفنن من يظنون أنهم يقودون هذه الوحوش فلن يفلحوا إلى النهاية ..لابد أن سمها قادم إليهم وجحورها ستملأ أرضهم.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية