تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(فشــــة خلــق)..ترجم الأزمة برؤيا مختلفة..اجتمعت عند الوطن

ثقافـــــــة
الأحد 29-4-2012
آنا عزيز الخضر

رغم خصوصية فن التصوير الضوئي، و قلة معارضه،إلا انه تتواجد بين فترة و أخرى تجارب تبلور أهميته، خاصة ان مفرداته تتشابه مع مفردات اللوحة التشكيلية،حيث يقر كثير من النقاد التشكيليين،

على أن بناء الصورة يشبه بناء اللوحة التشكيلية في اتجاهات عدة، هذا عدا عن كون الصورة،تتصدر أهم مفردات العصر الثقافية،حيث يعتبر عصرنا هذا عصر الصورة بامتياز، من هنا فان معارض التصوير الضوئي،لها خصوصيتها لما،تتطلبه من ملامح فنية خاصة،من هذه المعارض معرض (فشة خلق) في صالة نينار، حيث تضمن صوراً فنية كثيرة، جمعت بين الأماكن و الوجوه و الحالات التعبيرية،من رؤيا فنية مختلفة، خصوصا أن المعرض،كان لقاء جمع بين إبداعات متنوعة، فهو معرض جماعي، قام بالتنظيم له الفنان (طارق الواوي)،و حول المعرض كان لنا اللقاءات التالية، و البداية مع الفنان طارق فقال: المعرض كان انطلاقة لمشروع بعنوان (مبادرتي)نقوم بتنظيمه مع الفنانة(رؤية عبد لكي) و الهدف منه ككل،هو ترجمة الكثير من الطموحات الفنية المختلفة،و ذالك بإتاحة إقامة المعارض الفنية، بتأمين مكان العرض و الدعم المادي و المعنوي و التغطية الإعلامية، لتلك الإبداعات،من هنا كان معرض (فشة خلق)استيعاباً لإبداعات و مواهب و مبادرات كثيرة، فالهدف منه أن نوثق للازمة،التي يعيشها بلدنا برؤية فنية، و وجهات نظر فنية عديدة، خصوصا أن كل المشاركين هم هواة، و قد بني المعرض على تساؤلات عدة،أولها كيف نصور الأزمة التي يعيشها الوطن؟ و ما هو الموقف منها؟ وهل يمكننا كفنانين أن نلتقط حالات جمالية وسط هذه الأزمة؟ و قد اكتظ المعرض بتفاصيل واسعة،وثقت للكثير من الحالات، و قد شارك فيه 16 فنانا، و كل فنان بصور معبرة و مختلفة،و كل منها مشغول بحكاية سورية في اتجاه ما، و قد حضرت الوجوه و الأماكن،في كل صورة ارتبطت بالوطن وبأرضه، و بمناطقه العديدة ببحره، و آثاره و وجوه أناسه كباراً وصغاراً، حيث حاول كل فنان وضع بصمته الخاصة و رؤيته، فالفكرة بحد ذاتها، توثيق من وجهات نظر مختلفة،و بشكل فني ما، فأنجزنا أشياء غاية في الأهمية،و بشكل غير متوقع، و قد خلق التنوع خصوصية متألقة لذاك المعرض،و قد صيغ بآلية، رغم الاختلاف، تمكنت من التعبير عن المجتمع السوري بدقة، حيث كل التفاصيل و كل الوجوه و الحالات تخص الإنسان السوري، و الشخصية السورية،والتي تختلف بمكوناتها عن كل البشر، فهي مميزة بحق في كل شيء،إذ يمتلك الإنسان السوري جماليات خاصة في روحه و طبعه و سلوكياته، و قد حمل المعرض هذه السمة بكل وضوح،‏

أما (لين دويب)خريجة الفنون التشكيلية قالت عن مشاركتها:الاختلاف في رؤية الفنانين في المعرض،انعكس بجماليات مختلفة عليه،و قد حمل أفكاراً متنوعة و مقولات عدة، و ترجم المعرض فشة خلق وجهات نظر عديدة، تحولت عبر أساليب فنية، و عبرت عن الوضع الذي يعيشه بلدنا، خصوصا ان هدفه كيفية التعبير بأسلوب فني، عن هذه الأزمة و من جهتي شاركت بأربع صور، كل صورتين كانت ضمن مجموعة خاصة، فالصور تجمع بين أشخاص من أماكن متفرقة، لكن وجهتهم واحدة، و هي الوطن،فهو قبلة الجميع،أما الصورتان التاليتان،صور لوجه مسن مجعد، و إلى جانبه صورة ارض جافة مشققة، و قد فسرت التعليقات وجهات النظر تجاهها،فالصورتان المتجاورتان تكادان تنطقان،فتعبران عن إمكانية استرجاع هذه الأرض الجافة و رويها، و بأيادينا و بجهودنا، مقارنة بوجه المسن الذي غلبه الزمن،فتكثف هنا احد أجمل المقولات، الوطن وأرضه دائما هو الابقى و الأغلى،ولا بد من الإشارة بأنني اختار الصورة المعبرة تلك التي تقول شيئا للمتلقي،و ليس ما هو مألوفا او اعتياديا، فالمتميز هو القادر على الإضافة،و فد يلفت نظري، أحيانا منظر البشاعة، فتركيبته قد تعني شيئا ما، من هنا تأتي مهمة الفنان في اختياره و رؤيتةالخاصة، كي يطلع الناس على الشيء الجديد و المعبر،و الذي يقدم فكرة جديدة.‏

أما الفنان (زين عادلة) دبلوم وسائط متعددة و تصوير ضوئي قال:شاركت في معرض(فشة خلق) كونه جسد فكرة متميزة بحد ذاتها،و تحمل إمكانية التعبير وفق رؤيا فنية مختلفة، ففكرته الأساسية تدور حول الأزمة، و قد شاركت بصورتين، منها ما حملت الحالة التوثيقية، و هو ملصق انتخابي، ووجدته في سوق ساروجة القديم، حول الانتخابات منذ الثمانينات، و تقصدت توثيقه،كونه احد حلول الأزمة،كما أوثق لمرحلة قديمة ما، و ها نحن نستعيدها، أما الصورة الثانية لمدخنة دون دخان،تدعو إلى تسريع الحلول بشكل أو بآخر، فالصورتان مع بعضهما، تعبران عن الأزمة التي يمر بها وطننا، وقد قدم كل فنان تعبيرات خاصة برؤيته و طريقته الفنية و الأسلوب و الزاوية والوقت، و كلها تضفي على الصورة ملامحها الخاصة،و هي هنا ليست مجرد نقل للواقع، بقدر ما تحمل من وجهة النظر الفنية المعجونة بحب الوطن، حيث فن التصوير الضوئي، مثل غيره من الفنون الإبداعية الاخرى،حيث يمكن للفنان إضافة خصوصيته، و لا بد من القول: إنه حضر التنوع في هذا المعرض، والذي عبر عن موقف الفنان السوري، و مسؤوليته تجاه واقعه و محيطه و ضرورة حضور مبادرته الخاصة، و على كل مواطن أن يخدم وطنه من موقعه، و قد أساعد بالحل عن طريق مساهمتي البسيطة،وكل إنسان في هذا الوطن يشارك بعمله الخاص،و قد عبرت بالصورة عن الأزمة،و عبر غيري عن طريق الدعم لهذا المعرض،و كلهم مشكورون لهذه المبادرة،التي جمعت جهوداً عدة لتعلن كلمتها، واستمرارنا بالعمل، حتى يعود بلدنا كما كان دوما ملاذا للآمنين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية