وبرنامج هزي يا نواعم الذي سنشاهده على المحطة اللبنانية في موسمه الثاني,كالعادة استمد فكرته من برنامج غربي يحمل عنوان هل تعتقد انك تجيد الرقص?وإذا كان هزي يا نواعم اعتمد بشكل رئيسي على حركات محدودة بالرقص الشرقي,أغلبها معروف للجمهور العربي,فان نظيره الغربي يدهشك بقدرة راقصيه الجسدية, وبالتكنيك العالي الذي يمتلكه الراقص سواء قام بأداء إفرادي أو جماعي,ويصر البرنامج على تقديم الراقص بالتوازي مع جزء من حياته,وأتت محاولات النسخة العربية لتقتصر على زاوية ضيقة,على العكس من النسخة الغربية التي نجحت في تقديم قصص إنسانية كحكاية الراقصة التي ورثت الرقص عن والدتها التي تمتلك معهدا للرقص وأصرت على تدريب ابنتها منذ الصغر,إلا أنها تعاني من مرض السرطان,فأتت ابنتها لتشارك بالمسابقة علها تتمكن من إسعادها طيلة الوقت , تمكن البرنامج من إيجاد مثل هذه القصص التي تربط ما بين الرقص والحياة لديهم,لكن العكس عندنا حيث يبدو الرقص على درجة معزولة في مجتمعاتنا والنظرة إليه دونية,وتزيد أمثال هذه البرامج من تكريس هذه الرؤية,خاصة عندما تصر على التعامل مع الرقص من ناحية جسدية فقط, وكأن الشغل الشاغل للراقصة مجرد حركات إغراء وإبراز مفاتن,كان مخرج برنامج هزي يا نواعم سيمون أسمر في كل حلقة يصر عليها,ناسيا أن يتم تكريسه باعتباره بالدرجة الأولى فناً فلكلورياً خاصاً بمنطقتنا العربية!!‏