|
نافذة على حدث ففي الوقت الذي تنشط فيه وزارة الخزانة الأميركية للضغط على معرض دمشق الدولي لإفشاله ــ وهو معرض اقتصادي بحت ــ واستخدام الترهيب بحق الشركات والأفراد المشاركين، بذرائع كاذبة لا تملك أي درجة من المصداقية، كنوع من الإرهاب الاقتصادي المفضوح، تحاول زميلتها وزارة الدفاع أن تظهر بمظهر (المحارب للإرهاب) وهي التي مارست شتى أنواع الإرهاب بصورة فاضحة في سورية على مدى السنوات الماضية - دعم عسكري وسياسي وتمويل ومشاركة- وذلك في محاولة بائسة لحرف أنظار الرأي العام العالمي عن أهداف التدخل الأميركي المستمر في سورية. فبينما بدأ سريان وقف إطلاق النار على جبهة إدلب، في محاولة روسية جديدة لتشجيع نظام أردوغان المخادع على تنفيذ التزاماته في سوتشي بخصوص سحب الإرهابيين من منطقة خفض التصعيد، زعمت واشنطن أنها استهدفت تجمعاً في إدلب لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تدعي محاربته. اللافت في هذا الاستهداف الأميركي الجديد والمتكرر على الأراضي السورية أنه جرى من دون إعلام الروسي وربما التركي اللذين تفاهما على مناطق خفض التصعيد في إدلب بهدف إخلائها من الإرهابيين، على نية الذهاب إلى حل سياسي بتفاهمات آستنة وسوتشي. ومن الواضح والمؤكد هنا أن محاربة الإرهاب هي آخر ما تسعى إليه واشنطن في سورية، ولا سيما أنها أبرز من حاول تعطيل الحل السياسي من جهة وعارض بشدة مساعي الجيش العربي السوري للقضاء على داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، والدلائل أكثر من أن تحصى من ضرب جبل الثردة بدير الزور والإغارة على قوات صديقة بالمحافظة ذاتها في ذروة الهجوم على داعش، وأما ما فعلته بالأمس فليس أكثر من محاولة لخلط الأوراق وضرب التفاهمات الحاصلة وإعادة تذكير العالم بأنها (تحارب) الارهاب..! |
|