|
منوعات كانت أولى الخطوات - كما معظم الفنانين السوريين زمن المعهد العالي للفنون المسرحية - من خشبة المسرح، فنوّعت منذ ذلك التاريخ في غير مسرحية، بشكليها العادي والمونودراما، أي المسرحية التي يقع عبء تشخيصها على عاتق ممثل واحد. وقد اشتغلت روبين عيسى ذلك في عرضين، الأول «ليلي داخلي» مع سامر اسماعيل، والثاني «نديمة» مع علي صطوف، وهنا تميزت عيسى في الدورين اللذين لم يبتعدا كثيراً عن شواغل مثل هكذا عروض مسرحية، حيث بدت المونودراما في معظم عروضها على خشبة المسرح السوري، وكأنها متخصصة بقضايا نسوية بالدرجة الأولى، أو كأن هذا النوع من المسرح وجد لإلقاء الضوء على شواغل النساء وهمومهن في مجتمع غير صحي يُسبب لهن الإرباك وعدم التكيف مع الكثير من عاداته وتقاليده وقوانينه.
مع ذلك؛ كان لروبين عيسى وقفات أخرى على خشبة المسرح بغير المونودراما، فقد اشتغلت في عرض «عن الحرب وأشياء أخرى» مع عروة العربي. وقبل أن تلفت إليها الأنظار في الموسم الدرامي الحالي 2016، وقفت أمام الكاميرا بشكلين من أنواع الدراما، أي السينما والتلفزيون، في السينما بفيلمين مع كل من كوثر معراوي وباسل الخطيب، وكان أن مهدت الطريق لأن تأخذ مكانتها في المشهد التلفزيوني السوري بثلاثة أعمال لافتة ودفعة واحدة في الموسم الدرامي الأخير كممثلة لها «كاركترها» الخاص، الذي له خلفياته المسرحية، بتلك القوة في الأداء، القوة القادمة من أعماق خشبة مسرحية، وهنا، فإن ثمة ثقة في تجسيدها لأدوارها، بعد أن اطمأنت لأدواتها ولأدائها المسرحي الذي راكمته من خلال تجارب سرعان ما وضعتها كنجمة في المشهد الدرامي السوري.
فقد اشتغلت روبين عيسى في مسلسلات مثل: «حدث في دمشق وحرائر». وبعد ذلك لتقدم نتائج كل ذلك المخزون في: «أيام لا تُنسى، نبتدي منين الحكاية، وبقعة ضوء» واللافت في كل تلك الأعمال التي قدمتها روبين عيسى هذه السنة؛ أن ثمة في الأداء ما يُذكرنا بالفنانة منى واصف، ذلك الأداء النسوي الذي يستمدُّ من الضعف قوة، بمعنى كان ثمة «فحولة نسائية» أو ضعف مغلف بالقوة لدرء الخطر ورده، وإن بدا في بعض الأحيان يذهب باتجاه الكوميديا، وكل الخشية أن «يسجن» صُناع الدراما روبين عيسى في هذه «الشخصية» بعد نجاحها في تجسيدها، ولفتت الانتباه إليها في مثل هكذا أدوار. ! |
|