|
وكالات - الثورة واستكمالاً لما بدأه ريفلين بدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو أول امس جولة إفريقية تشمل 4 دول في حوض النيل، هي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، وبدا واضحا من زيارة نتنياهو إلى تلك الدول أنها تأتي وفقا للمساعي الاٍسرائيلية الدؤوبة لتعزيز نفوذها مع دول القارة السمراء؛ من خلال تكثيف تعاونها في عدة مجالات، على رأسها المجالات العسكرية والأمنية والزراعية والمائية والاقتصادية، وتنفيذ مشروعات مشتركة تقلل من كمية المياه لمصر والسودان، في وقت يتزايد فيه حجم الاستهلاك، هذا فضلاً عن رغبة الكيان الصهيوني بالحصول على صفة مراقب بالاتحاد الافريقي، بعد أن رفض الاخير طلباً إسرائيلياً تم تقديمه عام 1976. في هذه الأثناء علقت صحيفة معاريف الصهيونية في معرض حديثها عن زيارة نتنياهو، بالقول : إن الهدف الأساسي من الزيارة، عدم الاعتماد على أوروبا كلاعب مركزي ووحيد في الحلبة الدولية، حيث أرتأت الصحيفة بحسب تقرير لها أن هناك لاعبا آخر وهو إفريقيا قد يكون أربح في فترات كثيرة، من الممكن تعزيز أواصر العلاقات معه للدفاع عن الكيان الصهيوني في المحافل الدولية، خاصة إنه في فترة من الزمن كانت القارة الإفريقية عامل مساعد للقضية الفلسطينية. وأكدت الصحيفة أن إفريقيا أصبحت لاعباً مهماً في السياسة الدولية خلال الفترة الراهنة، ويدعم هذا الاتجاه رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو بقوة؛ فخلال زيارة وزير خارجية غانا في آذار الماضي قال إنه يتوقع الآن من الأفارقة «تغييرات إضافية في أسلوب التصويت داخل الأمم المتحدة على ضوء القرارات المناهضة لإسرائيل في اللجان الدولية». وتقول معاريف إنه في الوقت الراهن، أصبحت الفرصة سانحة للكيان الصهيوني، بل وذهبية لتعميق التعاون مع القارة الإفريقية، وبررت الصحيفة ذلك باحتياج الدول الإفريقية للتكنولوجيا الإسرائيلية، موضحة أنه في ظل نمو اقتصادي يبلغ 6 % سنويا بالقارة، فإن السوق الإفريقي تشكل قناة جيدة للشركات الصهيونية في عدد من المجالات. ولم تبتعد كثيرا جولة نتنياهو الإفريقية عن هذه الحملة، فمن الواضح أن الجولة الصهيونية ستشمل زيارة إثيوبيا، التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، وكان من بين الإغراءات الإسرائيلية للحكومة الإثيوبية اصطحاب رئيس الاحتلال 40 شركة إسرائيلية خلال زيارته لكسب مزيد من الدعم الإثيوبي في التوسع الإسرائيلي بإفريقيا مقابل مشاركة عدد من الشركات الإسرائيلية في مشاريع استثمارية ضخمة في أديس ابابا. وقال نتنياهو في إطار رغبته انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الافريقي خلال الزيارة في اجتماع الحكومة الإسرائيلية: «أسافر في زيارة تاريخية إلى إفريقيا، بعد غياب دام عشرات السنين منذ آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي، وسوف ألتقي رؤساء دول في قمة خاصة، فنحن أمام دخول إسرائيلي متجدد إلى 54 دولة في إفريقيا، وهدفنا العودة إلى القارة، وسوف تكون لذلك تداعيات خاصة على علاقات إسرائيل». وأوضح نتنياهو أمس أن الرئيس الكيني أخبره بانه هو وزعماء شرق إفريقيا، سيعملون على إعادة إسرائيل إلى مكانة «مراقب» في منظمة الاتحاد الإفريقي، قائلا: «هذا التوجه له أهمية كبيرة جدا بالنسبة لنا». وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا «إفريقيا قارة بها 54 دولة، والإمكانية لتغيير توجهها ومعاملتها حيال إسرائيل تشكل تغيرا استراتيجيا بما يتعلق بمكانة إسرائيل الدولية، وهذا التغيير يبدأ في تلك الجهود الرامية إلى أن إسرائيل ستحظى بمكانة مراقب فى منظمة الاتحاد الإفريقي». الدبلوماسية الصومالية السابقة شمسة محمود، الخبيرة في شؤون دول شرق أفريقيا، اعتبرت جولة نتنياهو في أفريقيا محاولة إسرائيلية لـ»إحداث اختراق للقارة على عدة صُعد؛ سياسية واقتصادية وأمنية». ورأت محمود أن نتنياهو يسعى من خلال زيارته الخارجية الحالية لتعزيز نفوذ بلاده لدى الاتحاد الأفريقي، ومحاولة كسب دعم دوله، خاصة أن منبر هذا الاتحاد «أصبح من أقوى المنابر العالمية لدعم القضية الفلسطينية». وحول فرص الاستجابة للطلب الإسرائيلي المتوقع، أوضح محمد حبيب، أستاذ القانون الدولي في جامعة أديس أبابا، أن عضوية المراقب في منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) كانت مقتصرة منذ تأسيسه في عام 1963 على المنظمات الأممية مثل: الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية. وأضاف، أنه بعد تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي في 2002، تم فتح باب عضوية المراقب لشركاء الاتحاد الأفريقي التنمويين. كما يمثل ملف التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل وبعض دول شرق ووسط القارة الأفريقية أهمية خاصة بالنسبة للطرفين، وفق هؤلاء المراقبين؛ حيث تسوق تل أبيب لبيع السلاح المتطور، وخاصة الطيارات بدون طيار «الدرون» التي تقدمت في تقنيتها بخطوات بعيدة عن غيرها. فزيارة نتنياهو تأتي كأول جولة لرئيس حكومة الكيان منذ 22 عاما، منذ زيارة إسحق رابين، رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إلى الدار البيضاء عام 1994. الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ونائب مدير مركز الدراسات السودانية بمعهد الدراسات الأفريقية، قال إن ثمة أسباب هامة تقف وراء التحركات الإسرائيلية في القارة السمراء أولها: تدعيم العلاقات الاقتصادية تجاريا واستثماريا، خاصة وأن تلك الدول محط أنظار السياسة الخارجية الإسرائيلية في أفريقيا الآن، وأن تحقيق هذا الهدف لا بدا له من مراكز لخدمة المستثمرين الإسرائيليين. وأوضح المتخصص في الشؤون الأفريقية لـ»مصر العربية» أن إسرائيل تسعى بهدفها الثاني، في التأثير على الأمن المائي المصري والعربي، وتابع: «تدعيم العلاقات الأمنية بين إسرائيل والقرن الأفريقي، عسكريا، وإن كان التدعيم العسكري غير معلن في الزيارة، إلا أنه لايغيب عن قلب تل أبيب. وأنهى شبانة كلامه، «إسرائيل تحلم بحصة من النيل تبلغ مليار متر مكعب، وسيحاول نتنياهو طرح تلك الفكرة مجددا خلال زيارته لدول حوض النيل والضغط على القاهرة. بدوره، وصف الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصرييين للدراسات القانونية والسياسية والاقتصادية زيارة نتنياهو لأفريقيا، بأنها صك اعتراف بالوجود الإسرائيلي في القارة السمراء، وأيضا لكسب زعامة ومكانة جديدة في تلك الدول. |
|