|
عين المجتمع نبحث باللاشعور في مكامن انتمائنا و في تفاصيل هويتنا عن طرق الوقاية من داء استفحل و استشرى .. ندقق بالمسببات و الأعراض المرضية ، و لاكتشاف الدواء نضع عينات من الوباء تحت مجهر هواجسنا ، و نمحص جيداً في دهاليز معتمة أكلتها خفافيش الاكتئاب و نهشت فيها فيروسات من إحباط و إفلاس روحي ، لتحلق بها أحلام الهجرة نحو الخلاص ، أو ربما الضياع بقناع هجرة نحو أرض الأحلام ، و لو كان الثمن احتمالات الموت غرقاً أو خسارة الحياة برعاية حصرية لتجار الأعضاء و مافيات البشر . و لأن الموضة جنون و فنون لا تعترف بحدود المخاوف عندما تصل حد الهوس ، عندها يقع المحظور بذريعة مخاوف الأهل على الأبناء من تداعيات حرب و ارتدادات فقدان أمان ، فصرنا نسمع مستغربين قصصاً باتت أشبه بعرض الأبناء الصغار للبيع للمجهول في أسواق تجارة البشر ، بينما قلوب الآباء و الأمهات لا يرف لها خافق ، في عرض فيه الكثير من التباهي بأنهم قد أرسلوا الصغار في هجرة غير شرعية يصارعون أمواج الموت لوحدهم برفقة أحد المعارف أو الأقارب ، في خطوة تمهيدية للم شمل العائلة المترقبة بشغف ساعة الرحيل بمساعدة القصّر من الأبناء ، ربما هي قسوة الحرب من جعلتهم أكثر جنوحاً نحو المجازفة بفلذات أكبادهم .. أو أن الأنانية المفرطة قد عرت نفوسهم علناً ليظهروا على حقيقتهم كآباء و أمهات لا هم لهم سوى تحقيق حلم أوروبي يسكنهم من زمن .. و إلى أن يحين موعد لم الشمل ، ليحاسبوا أنفسهم كثيراً بينما أبناؤهم في «الكامبات» يصارعون المجهول في حضن غربة و كربة و حنين .. |
|