|
الكنز كم يمكن للمواطن أن يتحمل.. وكم يمكن له أن يستغني عن احتياجات أساسية تفوق بمراحل ما استغنى عنه من كمالية.. هذا إن سلمنا جدلاً بأنه كان يتعامل مع هذه الأخيرة من قبل..!! لم تعد الابتسامات المعسولة تنفع.. ولم تعد الشروحات عما يقدم له تجدي.. كما لم تعد أحاديث الصبر تجد أذناً مصغية لدى مواطن واحد، لكونه صبر وتحمل، وآن له أن يجد من يتحمل عنه ولو لفترة قصيرة يسترد فيها أنفاسه خلال ماراثون البحث عن الحاجيات والأسعار المنطقية..!! ماذا يعني ضبط سجّل بحق مخالف.. وماذا يعني نشرة توزع عن ضبوط سجلت ولجان رقابة تجوب الأسواق مكشرة أنيابها بحثاً عمّن يقع بين أيديها لغاية لا يعلمها إلّاها، في حين تضج الأسواق بالمخالفات ولا مبالاة أصحاب محالها إلا بأرباحهم آمنين مطمئنين من دون أن ننسى طبعاً أن اللجان الرقابية مكشرة عن أنيابها.. إلى متى ستبقى الأمور معكوسة بهذه الطريقة.. وإلى متى سيبقى المواطن متجلداً، وما الترياق السحري الذي يتجرّعه كل من له صلة بحياة المواطن، ليعيش سعيداً متوهماً أن الكل مثله قادرون على الابتسام يومياً..!! لعل من يتابع اللقاءات الإعلامية مع المواطنين عقب كل إجراء يُعلن عنه بهدف التخفيف عن «الأخ المواطن»، يلحظ اختلاف العبارات التي يقولها المواطن، كما يلحظ مسألة أخرى غاية في الأهمية تنعكس في عباراته وكلماته والأهم تساؤلاته، وهي ثقته بما يتم اتخاذه من إجراءات للتخفيف عنه باعتباره «الأخ الموطن»..!! هل صحيح أن ثقة المواطن بكل الجهات التي تتولى هذه الملفات غير ذات أهمية لدرجة ألا تسمع أياً منها شكوى المواطن وضيقه وتبرمه بكل ما يجري حوله من استغلال التجار له، ولا مبالاة الرقابة بما يجلد به من أسعار واحتكار ليُخرج آخر قروش في جيبه..!! أم إن من غير المنطقي حقاً أن يحتفظ المواطن ببضعة قروش في جيبه في حين يحتاجها التاجر «ومن يشاركه» ليستكمل مجموعته المتحفية بعد إتمام مجموعته المالية من ملايين ومليارات..!! لا بد من نظرة جديدة ومفاهيم جديدة يعتمدها «الأخ المواطن» حتى يدرك الهدف الاستراتيجي البعيد لرفع الأسعار وفلتان الأسواق. |
|