|
صفحة أولى الذي لايزال مفخخاً بالمواقف المتصلبة لبعض الدول الداعمة للإرهاب، غير القادرة بعد على قراءة الأحداث بحكم غريزتها العاجزة عن إدراك المعطيات الجديدة في المشهد الدولي. الحديث عن الحل السياسي بدأ يتفاعل في أوساط المنظومة العدوانية، وإن كان بهدف الالتفاف على الاستراتيجية الروسية في هذه المرحلة، ولكن الحل السياسي سيفرض نفسه بقوة في المراحل القادمة نتيجة الانهيارات المتلاحقة في صفوف مرتزقة المنظومة الإرهابية، والتي أوصلت داعميهم إلى حالة من الهذيان. فموظف الشؤون الخارجية لآل سعود خرج من لقاء فيينا الرباعي «كالأطرش في الزفة» كما يُقال، وعماه السياسي والأخلاقي جعله يهلوس، ويثرثر بما لم يتطرق إليه اللقاء، بل بما يعشش في مخيلته من أوهام يظن أنها ما زالت صالحة للاستهلاك الإعلامي، فهو وحكامه لم يستوعبوا بعد بأن عصاباتهم التكفيرية، وإن أخرت إظهار الحل السياسي، لكنها لن تمنع الشعب السوري من تقرير مستقبله بنفسه، بعد أن يقضي على الإرهاب الوهابي السعودي المعدل وراثياً. التطورات الميدانية التي تفرضها إنجازات الجيش، بدأت تنتزع الأوراق لمصلحة الحل السياسي، ولقاء فيينا الرباعي سيصبح خماسياً وسداسياً وربما سباعياً أو أكثر، والوزيران الروسي والأميركي أشارا إلى ذلك، وهذا سيُترجم في المستقبل القريب إلى واقع ملموس، وخاصة أن الدول الغربية بدأت تميل في العموم تجاه الحل السياسي، وتبحث عن تخريجات لائقة تحفظ ماء وجهها، وباتت تنظر -وإن من تحت الطاولة- للضربات الروسية كمخلص لها من ارتداد الإرهاب الذي بات يحوم على تخومها.. البعض منها سلم بالرؤية السورية الروسية للحل، والبعض مازال يتقلب بمواقفه حسب المزاج الأميركي تارة، وحسب تأثره بالعطايا السعودية تارة أخرى، كما عكسته مواقف هولاند التي ما زالت تقاس بحجم صفقاته مع آل سعود، أما الأعراب فهم بالنهاية مجرد أدوات ستنصاع لأوامر مشغليها في آخر المطاف. |
|