|
شؤون سياسية وإذا يريد( بوش) حقا محاربة الارهاب فنحن نريده أيضا, فالارهاب هو الاحتلال الذي يعاني من جرائمه شعبنا العربي في العديد من بقاعه المحتلة منذ عشرات السنين وتمارسه (اسرائيل) التي تدعمها أمريكا التي تصعد من إرهابها الآن وذلك لإكمال المزيد من الفتك والقتل والاحتلال والإبادة .إن التعريف الأمريكي الجديد للإرهاب يشمل كل محاولة للمس بواسطة العنف بالولايات المتحدة وحلفائها ومواطنيها ومواطنيهم في أي مكان في العالم لهدف سياسي! لكن نعوم تشومسكي يحثنا في كتابه بين ارهاب أمريكا و11 أيلول أن نتذكر باستمرار لكون الولايات المتحدة الأمريكية دولة ارهابية رائدة وقد أورد تشومسكي أمثلة بهذا الخصوص حتى يؤكد اطروحته: هناك إدانة رسمية من محكمة العدل الدولية لأمريكا بسبب إرهابها الدولي ,أمريكا هي الدولة الوحيدة التي رفضت قرار مجلس الأمن الذي يدعو فيه للتشبث والتمسك بالقانون الدولي.إن الولايات المتحدة تتصرف على أنها الدولة الوحيدة ذات المصالح السياسية في العالم وهي تغذي سياسات تتعارض في كثير من الأحيان مع مصالح الشعوب وتتوقع من دول العالم أن تستجيب لها وهي ذات تجربة واسعة في رضوخ كثير من الدول لمصالحها في مجلس الأمن, ولكن ذلك لا يعني أن بعض الدول تمارس السياسات التي تخدم مصالحها بوسائل مختلفة! كذلك فإن الولايات المتحدة مصرة على تمرير وإنفاذ مخططها في دارفور وآخر تجليات هذا الاصرار لجوء الادارة الأمريكية لمحاولة اقناع الحكومة الصينية بممارسة ضغوط على حكومة السودان لحملها على مسايرة الخطة الأمريكية! ويرى المراقبون أن الصين بطبيعة استراتيجياتها وسياساتها وباعتبار مصالحها ليست مهيأة للدور الذي تريد أمريكا منعها أن تلعبه في موضوع نزاع دارفور وهذا ما أكد عليه تصريح مساعد وزير الخارجية الصيني الذي أدلى به في الخرطوم مؤخرا. إن النظرة الاستراتيجية الشاملة والقراءة الفاحصة لمستقبل الأوضاع الاقتصادية في إفريقيا يدعمان منطقا مفاده أن مصالح الحقيقة إنما هي في افريقيا التي يشكل السودان بوابة بها والحقيقة أن الأمريكيين أنفسهم يدركون أن منافسهم الحقيقي على بترول إفريقيا ومواردها الطبيعية الغنية هو الصين بل إن الاستراتيجية الأمريكية تقوم على ركيزة اقصاء الصين من المنطقة أو تحييد نفوذها واقتسام الفوائد معها.يقول تقرير أعده فريق عالي التخصص بتكليف من مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن:(إن على الولايات المتحدة ربط الصين بقواعد الطريق في إفريقيا كما رسمتها أمريكا) ويقول ذات التقرير الذي اعتمدته الادارة الأمريكية كمرجع لاستراتيجيتها في القارة الإفريقية( إن الصين تشكل تحديا مهما للمصالح الأمريكية وهي لا تشارك الولايات المتحدة نظرتها لقضايا الحكم وحقوق الانسان والسياسة الاقتصادية,فالصين- مثلا- تربط بين مساهمتها الكبيرة في صناعة النفط السوداني وبين حماية حكومة السودان بشأن ما يجري في دارفور....) ويسجل التقرير أن (الولايات المتحدة تواجه منافسة شديدة في مجال الطاقة والموارد الطبيعية الأخرى في إفريقيا من قبل الصين والهند وماليزيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتنشط هذه الدول في استكشاف تلك الموارد وفي بسط نفوذ اقتصادي وسياسي في (القارة) مابين الصين وأمريكا إذا هي المنافسة والحرب الاقتصادية الخفية,فهل يعقل أن تتعاون بكين مع واشنطن لكي تتمكن الأخيرة من ضرب المصالح الصينية?! أخيرا: آن للديمقراطيين-بعد فوزهم في الانتخابات الأخيرة- أن يوقفوا » عبث) بوش الذي يلمح إلى أنه سيسير في الاتجاه نفسه الذي قاده إلى » الهزيمة) ومكن منافسيه من تحقيق ذلك الانتصار. كاتب سوداني |
|