|
آراء والحق أن ما يقوله (جيمس) صحيح ذلك بأن أكثر من خمسين بالمئة من سلوك البشر-كل البشر- عادات فنحن نستيقظ في الصباح ونعمل حتى المساء وجل أعمالنا عادات,أكلنا ,شرابنا,كل تصرفاتنا عادات. هذه العادات نكتسبها من بيئاتنا كما نخضع فيها لكينوناتنا. والعادات مهمة لأنها تجعل العمل أسهل وأتقن وأضبط.ولو كان علينا أن نفكر في كل عمل نقوم به بوصفه عملاً مستقلاً لكانت الحياة لا تطاق.
أما حين نعتاد القيام بالأعمال فإنها تسهل علينا ونستطيع الاسراع بها واتقانها. وبطبيعة الحال فإن الإنسان عرضة لأعمال مواقف غير معتاد عليها وعليه حينئذ أن يعمل فكره في الطريقة المثلى للقيام بما تقتضيه هذه الأعمال. ومن حسن الحظ أن مثل هذه الأعمال هو الأقل فنحن لا نحتاج للتفكير في أعمالنا كثيراً وحينئذ يجب علينا أن نعمل فكرنا وهو عمل ليس بالسهل. ومن جهة أخرى فإن في العادات الحسن والسيئ وقد رزقنا الله تعالى العقل لنميز بين سيئ عاداتنا وحسنها وأن نختار الأحسن وهذا عمل صعب جداً لاسيما إذا كانت العادات متأصلة ومؤثرة على العضوية مثل المخدرات والمسكرات وغيرها. وحينئذ يجب على الإنسان أن يبذل جهداً عظيماً ليتخلص من العادة السيئة. ومعلوم أن المخدرات والمسكرات وغيرها من مثل الكذب والسرقة وغيرها كثيرة الانتشار.ومن هنا كانت أهمية تدريب الطفل على العادات الحسنة وتجنيبه العادات السيئة ومن هنا كانت أهمية البيئة بدءاً من الأسرة والمدرسة والمحيط وغيرها كثير. إن اكتساب العادات الصحيحة إنما يكون في البيت الجيد الصحيح في المدرسة الجيدة في البلد الجيد الى آخر ذلك. ومن هنا كانت أهمية التربية الصحيحة فالبيت الجيد والمدرسة الجيدة والبلد الطيب يربي في أبنائه العادا ت الصحيحة. ومن هنا كانت أهمية التربية فالتربية الحسنة تنتج مواطنين ذوي عادات جيدة وسلوك حسن. والبيئة السيئة تنتج مواطنين سيئين ذوي عادات سيئة. ومن هنا كانت أهمية التربية الحسنة في دفعنا الى الأمام,الى العلم والعمل الحسن والتقدم وما الى ذلك من أمور مهمة. ومن هنا تأتي أهمية التربية الحسنة ولاسيما في المدارس الحسنة.ومن المؤسف أن مدارسنا ليست من النوع الذي نتمناه لبلدنا والذي نريد أن ينهض بهذه الأمة العربية حتى تستعيد مكانتها وتتخلص من تحكم القوى التي تتحكم الآن في مصائر الأمم ذوات العادة السيئة. أقول هذا وأذكر بأننا نواجه عدواً شرساً,عالماً,غنياً,لا هم له إلا أن يستخدم الناس لأغراضه الخسيسة. |
|