تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوتار...في الحب .. يدرك المرء حقيقة الحياة

آراء
الأربعاء 11/4/2007
ياسين رفاعية

يتحول الحب أحياناً الى شيء من التصوف بل هو التصوف بعينه وثمة خيط رفيع جداً يفصل بينهما فكما أن المتصوفين يذوبون بالذات الإلهية,فالحب الحقيقي ذوبان بالمعبودة,وإذا كان هناك مكان حقيقي وحميمي يقيم فيه المحبوب فهو القلب.

إن جوهر الحب عدم ايذاء العاشقين بعضهما بعضاً,وبالذات عدم ايذاء العاشق لحبيبته وعدم ازعاجها حتى لو كان ذلك يسبب ذلاً له.‏

فعندما تدرك المحبوبة أن هذا الرجل الذي يقف أمامها محني الرأس لا يكاد يرفع عينيه إليها تهيباً ,عليها أن تمد يدها إليه وترفعه الى مساواتها تسعده بابتسامة ,بلمسة يد.‏

إن جوهر الحب أيضاً أن يحب العاشق ما تحبه المعشوقة وأن يبذل كل جهده كي يفرحها إن لم يكن على مدار الساعة واليوم والاسبوع والشهر والسنة.‏

وبالمقابل هي أيضاً يصبح واجباً عليها أن تفرح عاشقها وأن تحيطه بحنانها,إن الزهرة لا تنبت إذا لم نسقها بالماء,والنبع لا يمشي إذا لم نشق له مجرى.‏

والحب كالزهرة وكنبع الماء بحاجة الى الحنان والاحترام أيضاً,الاحترام سند الحب وقوته,وبالاحترام يتحصن الحب من الثرثرة ومن الاساءات العابرة.‏

جوهر الحب الاخلاص والصدق,والتعالي على النميمة والكذب والادعاء الفارغ,وهو ما يكون بين العاشقين من مثل وقيم رفيعة,وفيه يدرك المرء حقيقة الحياة.‏

في الحب شيء من الروح شيء عميق جداً وأصيل ومن خلاله يشعر العاشقان بالسمو الروحي حيث توجد الحياة الحقيقية والتعايش بين حبيبين هو تعايش مع كل شيء في الحياة,لأن الحب في الأصل ابن الحياة وحتى الحجر ليس محروماً من الحياة,إن فيه حركتها لا جمودها...‏

الحجر هو البناء, البيت, غرفة النوم,المدرسة ,الشارع ,الحب يجعل من العاشقين في حالة توازن دائم,هو خلق ليكون كالملاك,وهو يخترق الأشباح والأطياف المتحركة الى ما نهاية,الحقيقة والتنبه إليه يشكلان المدخل الى التلاؤم بين قلبين والتناغم مع كل شيء.ويدرك كل من العاشقين ذاته بالنظر الى الآخر.‏

غنى أحد العشاق الهنود الى حبيبته على وقع الغيتار:‏

(قومي يا حبيبتي من نومك العميق‏

أنت لا تعرفين أن الموت يتربص بك‏

أنت لا تكترثين‏

كم هو ثقيل الحمل الذي قررت حمله‏

وكم هو طويل الدرب المقرر لك‏

انهضي‏

لأنه قريباً جداً ستشرق الشمس‏

في الحقيقة ,الحب في معدنه كالشمس ونورها وأصالتها فالحب يقود الى النور,والمعرفة والحكمة,إنه بحر وأمواج من الأصوات الرائعة.. يكرر العاشق الهندي في أغنيته:‏

(أنا لا أجرؤ أن أرفع عيني نحوك‏

لكي أدرك صورتك المنيرة‏

لئلا يطغى هذا الجمال على ايماني‏

فأكاد أعبده‏

إنني أجلس بخشوع عند مجيرة قلبي‏

وأتأمل خيالك فيها‏

إنني أعيش فيك‏

كالروح والقلب والدماء‏

وها هو جاك بريل,الفنان الفرنسي يغني لحبيبته:‏

لا تتركيني‏

يجب أن أنسى كل شيء‏

ينسى ويهرب‏

ننسى زمن سوء التفاهم‏

والوقت الضائع‏

لنعرف كيف ننسى الساعات‏

التي تقتل أحياناً‏

بضربات السؤال :لماذا‏

سأخترع لك كلمات لا معنى لها‏

سأحضر الأرض الى ما بعد موتي‏

لأغطي جسدك بالذهب والضوء‏

سأشيد منزلاً يكون فيه الحب ملكاً‏

يكون منه الحب قانوناً وتشريعاً‏

وأنت فيه الملكة‏

سأخبرك عن ذلك الملك‏

الذي مات لأنه لم يتعرف عليك‏

في شهر نيسان الربيع يا حبيبتي‏

وحين تأتين في المساء‏

تشتعل السماء بين الأحمر والأسود‏

وهما يتزاوجان‏

لا تتركيني‏

.....‏

لن أبكي بعد الآن‏

لن أتكلم بعد الآن‏

سأختبئ هنا لأسمعك تغنين‏

وبعدها تضحكين‏

دعيني أصِرْظلاً لخيالك‏

خيال يدك‏

خيال قلبك‏

ولكن لا تتركيني‏

لا تتركيني‏

فرانك سيناترا الفنان والنجم الشهير يغني للأيام الآتية,حيث كل الأحلام تتحقق في الحب,لنسمعه يردد هذه الأغنية الجميلة:‏

ربما لا أملك اليوم شيئاً سوى حلم أو حلمين لكن لدي خطط للغد وكل غد لا ينتمي إليك ربما لا يبدو الآن ربيعاً ننجرف والضحكات قليلة لكنني خططت أقواس قزح للغد,وكل غد لن ينتمي اليك لا أحد يعرف أكثر مني أن الحظ يتجاوزني دائماً وهذا قدري لكن بوجودك فربي تتغير الأمور,انتظريني فقط مادام لي ذراعان قادرتان أن تتعلق بالأمل.‏

أنت التي سأتعلق بك‏

كل الأحلام التي أحملها.. استعطيها.. أو استدينها بغد ناصع كما وجهك.. ستتحقق).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية