|
آراء وفي زمن السعي للارتقاء به الى المستوى اللائق, كما هو حال انتماء المدير العام للهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون الدكتور نبيل اللو الى الوطن على سبيل المثال لا الحصر.
لقد عودنا الدكتور اللو على أن مشاهدة العروض الفنية الراقية, تؤديها فرق محلية وأجنبية, في رحاب الدار, تجعل عشاقها ينتظرونها بشغف, على مدار أيام الأسبوع لا الشهور أوالسنوات فحسب. مؤخراً أضيف الى تراث هذه الدار, عمل فني خلاق يجعل المرء يتساءل عما تخبئه لنا الهيئة في الأيام الآتية, وذلك في سياق الخطوات التي تمت حتى الآن واستأثرت باهتمام جمهور الأوبرا منذ أن افتتحت, ولا يزال. العمل الذي أشير إليه هنا أعني به (سلسلة أعلام الموسيقا والغناء في العالم العربي) إن المجموعة الأولى التي صدرت, قبل أيام, ضمن علبة أنيقة تضم أقراصاً مدمجة, تشمل الأعمال الكاملة لأحد عمالقة الموسيقا في الوطن العربي هو (محمد قصبجي). وفي برنامج الدار, كما يوضح لنا المديرالعام للدار الدكتور اللو, إصدار مجموعات متتالية على منوال هذه المجموعة لأساطين الموسيقيين الذين طواهم الزمان حضوراً بالجسد ولكنه أبقاهم خالدين في الذاكرة وفي سجل المبدعين العرب. ومعروف أن الهيئة العامة لدارالأسد للثقافة والفنون, سبق أن أصدرت أقراصاً مدمجة لعدد من الفنانين العرب السوريين, بينهم, على سبيل المثال, أمير البزق وعزيز غنام وصبحي جارور, ونجيب السراج, على أن يضاف إليهم آخرون من رموز الفن في بلدنا وذلك إحياء لذكراهم من جهة, وإثباتاً لتميزهم في مضمار التلحين والغناء من جهة ثانية. إن عملاً كهذا, يؤرخ لفناني الوطن دورهم في إبقاء ما هو أصيل من فن الموسيقا والغناء في الذاكرة الشعبية وبطبيعة الحال سيكون هذا العمل, في الوقت نفسه, كشفاً للشوائب التي تمتلىء بها الحركة الفنية في زماننا هذا, زمن تردي الفن, تلحيناً وغناء على حد سواء. الى المستوى التجاري البحت الذي تنعكس أبعاده على عدد غير قليل من شاشات الفضائيات في الوطن العربي. إن الهيئة العامة لدارالأسد, أعطت بعملها الفني هذا, أمثولة لا بد من الإفادة منها, من قبل المؤسسات المماثلة لها في أرجاء الوطن العربي كافة, إذا ما أريد لفن التلحين والغناء استعادة مكانته لدينا, هذه المكانة التي ضاعت, مع ضياع العديد من القيم الأصيلة في تاريخنا العربي المعاصر. ولا أعتقد أن إشارة الى أن هذا العمل بالذات, ضمن سلسلة أعلام الموسيقا والغناء في العالم العربي عجز عن إنجازه حتى بلد الفنان العربي الخالد (محمد قصبجي) نفسه, فكانت دار الأسد للثقافة والفنون الجهة التي عوضت عنها بما أعطت. ودائماً, في مثل هذا الوفاء لتراثنا العربي, يكون للعمل المبدع تميزه عن الآخر. Dr-louka@maktoop.com |
|