|
دمشق- رغم علمنا تماما بأن أي قطاع مما ذكر سيحقق في حال تصديره منجزا نحو عشرة أضعاف سعره الحقيقي. الاستشاري سعد بساطة رئيس فريق عمل التنافسية يرى أن الصادرات السورية لا تتمتع بالصحة السليمة التي تمكنها من التنافس في الأسواق التصديرية فبعد أن كان البروكار الحلبي والدامسكو الدمشقي مهرا للزواج بالنسبة للنبلاء الايطاليين في نهايات القرن التاسع عشر أضحت الآن بسبب تردي النوعية - وصفة ناجعة لطلاق سريع وكثيرون يذكرون تحذير التلفاز (البولوني من الأحذية السورية التي كانت تباع ببضعة دولارات ولا تصمد من دكان البائع لتصل إلى بيت الزبون) ويرى بساطة أن صادراتنا ليست صادرات بالمعنى الحقيقي بل هي بيع لدول مجاورة يتم عبر علاقات شخصية, والكثير من ذلك يعتمد على مبدأ الضربة الواحدة التي غالبا لا تتكرر لأسباب كثيرة ليس أقلها الاخلال بالمواصفات وكل الخطوات التقليدية من دعاية وترويج واشتراك بالمعاوض المحلية والدولية مفقودة أو تتم بشكل عشوائي ودون تخطيط, وبالرجوع إلى حديث صادراتنا الخام أو شبه المصنعة يؤكد المهندس بساطة أن الفرق بالقيمة المضافة بين القطن المحلوج وبين الملابس الجاهزة (رفيعة السوية) يقارب 14 ضعفا وكذلك الجلود التي نصدرها في مرحلة مبكرة من معالجتها بعد استهلاكها لكم كبير من المياه واستخدامها لمواد سامة للتربة وملوثة للبيئة وتربح قروشا معدودة في حين المعالجات النهائية تتم في أوروبا (ايطاليا) وتعود إلينا كمنتجات مصنعة تباع بآلاف الليرات, إذا وفقا لبساطة يغلب على صادراتنا المواد الأولية وشبه المصنعة وهي بعيدة كل البعد عن المنتجات العالية التقانة (أسوة بكل العالم العربي فسلعنا تقليدية يغلب عليها الطابع الكلاسيكي) وما ينطبق على القطن والجلود ينطبق أيضا على السلع الزراعية, إذ لم نفكر حتى الان بدخول مجال المنتجات العضوية والتي تأخذ شرائح أسعار أعلى ولديها حظوظ أكبر كما أن بعض الحبوب والبقوليات التي تشتهر بها سورية عالميا بعيدة عن التعبئة المميزة ولعل توصيف الصادرات أعلاه ينطبق أكثر ما ينطبق على صادرات القطاع العام الذي يضطلع بهذه القطاعات . وأخيرا يرى المهندس بساطة أن أسباب الوضع القائم كثيرة منها السياسة الحمائية التي استمرت لفترات عودت الصناعة الناشئة على الاستناد إلى دعم دائم ما أخل بقوة هذه الصناعات, يضاف إليها حقبة من (التصدير السهل) لجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وفق اتفاقيات المدفوعات بدون مواصفة أو التزام بأي حد ولو الأدنى من الجودة, وتسابق الحابل والنابل للاستفادة من تلك الفرصة الذهبية ما كون بوادر عمالة سياستها الكم بدون الالتفات لسمعة المنتج السوري والحاجة الآن لخطوات سريعة واسعة وجادة مع تجمعات تصديرية- رابطة مصدري الملابس بدمشق إحدى المحاولات الجادة على الطريق ليعود شعار (صنع في سورية) عنوانا للجودة والاتقان. |
|