تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إبراهيم عباس ياسين مكرّماً: المرأة في شعري كيان نصفه حلم.. ونصفه الثاني امرأة

ثقافة
الخميس 2-7-2009م
ديب علي حسن

ابراهيم عباس ياسين شاعرعربي سوري، من مدينة درعا لم يحط نفسه بهالة من النقاد المطبلين والمزمرين بعد ولائم الليل ومعاقرة كأس نبيذ،

بل أحاط إبداعه بتجربة غنية متميزة، ربما لم ينصفه النقد الحقيقي الغائب أحياناً والحاضر حيناً وأيضاً لم ينصف آخرين معه، وإن كان الزائف من النقد قد لمّع أسماء عامت على السطح مع أنه ليس سطحاً مرتفعاً، ومع ذلك عائمة وإن كانت غائمة ولن يطول بقاؤها حيث هي فما إن يذوب رغاء الصابون الذي حملها حتى تتلاشى وتذهب في عالم النسيان.‏

ابراهيم عباس ياسين بصمت وهدوء شق طريقه نحو الصف الأول في المشهد الشعري السوري، وربما كان البعد عن العاصمة ولو قليلاً عاملاً من مجموعة عوامل حالت دون أن يأخذ الشاعر مكانته التي يستحقها، تجربة الشاعر الإبداعية كانت موضوع كتاب صدر عن اتحاد والكتاب العرب في دمشق تحت عنوان:‏

منابع الشعرية عند ابراهيم عباس ياسين، ويأتي صدوره ضمن سلسلة الأعلام، أعد الكتاب مجموعة باحثين قدموا دراسات مهمة تضيء على تجربته الشعرية المتميزة.‏

فراعة في الخيال..‏

في تقديم الكتاب الذي كتبه الشاعر عبد القادر الحصني جاء قوله: لندخل محراب الشاعر ابراهيم عباس ياسين، هذا الشاعر الذي ارتأت جمعيتكم، جمعية الشعر، تكريمه، وكانت موفقة فيما رأت، فتجربة هذا الشاعر تستحق التوقف عندها والوقوف على منجزها، فهي تجربة شعرية تتسم بسجايا إبداعية مهمة أبرزها: الجدية في التجربة، وهذه يجلوها مافي نصوص الشاعر من حرارة وحيوية ومصداقية، ومعاناة واجتهاد على صعيد العمل الشعري، يضاف إلى هذه الجدية خصوصية في اللغة، وفراعة في الخيال وأصالة في بناء القصيدة، قصيدته التي توازنت إلى درجة كبيرة بين تراثنا الشعري العربي وبين سمات الحداثة الشعرية فكانت معطى إبداعياً جديراً أن يضيف ويؤسس مصوناً من بدهة التلبث والتخثر، وناجياً من مهواة القفز في الفراغ.‏

هذا الاقتباس يدل على مفاتيح لابد من الوقوف عندها عند دراسة تجربة الشاعر، وقد جاءت الدراسات التي قدمها الباحثون متنوعة وغنية، وشاملة.‏

صورة المرأة في شعره‏

تحت هذا العنوان قدم د. ثائر زين الدين بحثاً مهماً وأشار إلى أنه (من خلال دراسة مجموعات الشاعر يمكن أن نكتشف عدة أنموذجات تمثل بصورة عامة أنساقاً لحضور المرأة في المتن الشعري عنده، على أن الحدود الفاصلة بين هذه الأنموذجات حدود واهية أقمناها لأجل تسهيل الدراسة )والأنموذجات التي يتحدث عنها ثائر زين الدين تحمل العناوين التالية:‏

ضمن الدراسة: المرأة/ الإلهة/ الملاك/ المرأة/ الإنسان/ المرأة/ الوطن/ المرأة/ القصيدة/ المرأة/ الحلم.‏

وتحت عنوان المرأة/ الحلم كتب زين الدين يقول: سُئل الشاعر ذات يوم: كيف تتعامل كشاعر مع المرأة؟ فأجاب: أتعامل مع المرأة شعرياً على أنها كما يقول طاغور- كيان نصفه حلم، ونصفه الثاني امرأة، مع إدراكي المسبق أن المرأة ليست مخلوقاً سماوياً ولا كائناً خرافياً، لكن مسألة الحلم تشكل ضرورة بالغة الأهمية بالنسبة للشاعر، والمرأة التي تجتذبني من بين سائر النساء هي التي تحرضني على الأحلام والشعر، وحينما تنتهي المرأة إلى حلم ملغى تبتدئ أزمنة الجفاف والقحط وتنتهي معه الحياة إلى صخرة قاحلة، ويضيف زين الدين قائلاً: ولاحظت أن تجلي المرأة بوصفها حلماً يأخذ نصيباً وافراً من مجموعات الشاعر الأخيرة.. ابتداء من حضورها كبعض مفردات الحلم والرؤيا:‏

أنا الذي رأى/ رأيت ملء القلب والعينين/ كنهك المخبأ ولم أزل أبصر في رؤياي/ وجهك القدسي إن دنا/ وإن نأى.‏

وحضورها كامرأة لها شيء من صفات الحلم الرقيق:‏

وهي مايستوطن الأشعار حتى العظم.‏

أنثى من رفيف الحلم‏

عيناها نهاران يطلان على برية القلب‏

وكفاها شراعان تصلي لهما‏

كل المواني‏

وعن الدراسات التي ضمها الكتاب نشير إلى العناوين التالية:‏

- الجمر قصيدة بين شاعرين/ منابع الشعرية عند الشاعر/ لمحة مكثفة عن شعريته/ مسارات في انكسار الحلم/ ظاهرة الانزياح الدلالي في شعره.‏

وفي باب الشهادات نقرأ شهادات د. حسن حميد/ د. قاسم المقداد/ عبد السلام المحاميد/ وليد معماري..‏

بطاقة تعريف:‏

- شاعر وكاتب سوري من مواليد بصرى عام 1954.‏

- إجازة في اللغة العربية.‏

- يكتب الشعر والمقال الصحفي والدراسات الأدبية.‏

- عضو اتحاد الكتاب العرب.‏

- شارك في إحياء عدد كبير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية والأسابيع الثقافية في سورية والوطن العربي.‏

-صدرت له 15 مجموعة شعرية منها (3) مجموعات للأطفال من أعماله:‏

- أناشيد لامرأة اسمها العاصفة.‏

- ابتهالات سرية لأعراس المطر.‏

-شموس في المنفى.‏

-الخروج من الزمن الميت.‏

-الغناء في موسم الحداد.‏

-وقت لأحلام العاشق.‏

- منازل القمر.‏

-أبجدية القلب.‏

- كأنك أنثى النهار الأخير/ بيضاء من غير سوء‏

- وثمة مجموعات أخرى للأطفال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية