|
حـــدث و تعــليـق ثم أبعدوه في طائرة عسكرية إلى كوستاريكا المجاورة، كما اعتقلوا عددا من وزراء حكومته وقاموا بتعيين رئيس مؤقت بانتظار إجراء انتخابات رئاسية في تشرين الثاني القادم. لا شك أن قيام هذا الانقلاب في هذا التوقيت يطرح تساؤلات كثيرة حول الجهات المستفيدة منه، فهندوراس كما هو معروف هي إحدى جمهوريات الموز التي يطلق عليها اسم الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، ولذلك من المستبعد أن تصل الأمور في هذه الجمهورية إلى هذا المستوى من التصعيد دون علم الولايات المتحدة أو علم استخباراتها الضالعة في شؤون هذه المنطقة، ومعلوم أيضا أن محاولاتها الحثيثة والمتواصلة لايقاف المد اليساري الذي يتزعمه الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز في أميركا الوسطى واللاتينية لم تتوقف يوما، لأن هذا المد المعادي للامبريالية الأميركية أفرز تحالفا منسجما مع نفسه فأصبح له حضوره الدولي والاقليمي ما جعله مستهدفا وعلى الدوام في عين العاصفة الأميركية برغم محاولات الرئيس أوباما تخفيف التوتر بين الطرفين خلال قمة الأميركيتين الأخيرة. وبرغم أن واشنطن سارعت منذ اللحظة الأولى للانقلاب إلى التنصل من أي مسؤولية عنه وصدر عن مسؤوليها عبارات تشبه الاستنكار والادانة، إلا أنه لا يمكن لأي متابع لشؤون تلك المنطقة أن يستبعد فرضية التدخل الأميركي ولا سيما أن واشنطن واستخباراتها متربصة على الدوام بهذه الدول ولها سوابق عديدة في هذا المجال سواء في كوبا وتشيلي وبنما وفنزويلا وهاييتي أوغيرها من الدول تجعلها أبرز المتهمين. إن أي حكومة جديدة قد يفرزها الانقلاب في هندوراس لن تعمر طويلا ولن يكون بمقدورها الاستمرار في ظل الرفض الاقليمي والدولي لها ما لم تتلق جرعات دعم من هنا أو هناك، وإذا حذت واشنطن حذو بقية دول العالم فإننا قد نشهد قريبا نهاية الانقلاب وعودة زيلايا إلى سلطاته، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن فرضية الدعم الأميركي للانقلابيين ستبقى الاكثر رواجا وقبولا لدى أغلبية الرأي العام في أميركا والعالم. |
|