|
لبنان غبار. ألا يعاملوننا هكذا على أننا غابة من الغبار؟ لامكان لعربي هناك إلا لمن باع جلده ، دماغه، أهله، ترابه، للدببة. هذا رجل بنيامين نتنياهو، وذاك رجل تسيبي ليفني . قد تجد. أو لابد أن تجد رجل أفيغدور ليبرمان أو بيني بيغن أو حتى يوشع بن نون. لاتتعب رأسك، وتسأل عن السبب. أكثرنا ، استراتيجيا، من طراز .. الليدي غاغا! يزعجهم كثيرا السوريون، أو كل عربي يريد أن يكون عربيا أو أن يكون له مكان (لاحفرة) في هذا العالم. و إياكم أن تجروا أي مقارنة بين روما القديمة (وكان هناك أباطرة سوريون) وروما الحديثة التي تعجز، رغم كل تلك الاغراءات التي هي اكثر ابتذالا ومهانة، من اغراءات راقصة من الدرجة الثالثة، عن اقناع نتنياهو بتجميد جزئي للاستيطان. ليس لأننا لسنا هناك وأنما لأننا لسنا في عقر دارنا، قبائل تتبعثر، ثروات تتبعثر، أزمنة تتبعثر. إذا لماذا لايختال السيد الحاخام في تلة الكابيتول كما يختال في باحة الأقصى، بل في كل مكان عربي آخر شرّع أبوابه... للعار. أجل، العار الذي يرتدي عظامنا حدقات عيوننا، حين تلاحظ كيف نلهث، وتلهث معنا ثرواتنا وراء أولئك الذين لايرف لهم جفن، مجرد جفن، لقضايانا ولنكباتنا، مادمنا قد دخلنا عراة، وندخل كل يوم عراة في تلك الكوميديا الدبلوماسية، وحيث الصولجان دائما بيد الاخر تكفينا قبعة المهرج. أنت هناك، في أروقة الكونغرس، لا شيء. إن وجدت أحداً من قومك يعمل مستشاراً أو شيئاً من هذا القبيل، فلا تطرب، ولا تأنس، لأن من يصل الى هناك لابد أن يكون قد باع ظهره، وحتى ظهر أبيه، لـ «تاجر البندقية» الذي يرابط في المكان ويقتطع من لحم العرب، من مستقبل العرب... رغم هذا تبحث عن لحظة درامية في المشهد: لعل أساقفة اللهاث يشعرون، في لحظة ما، أن عليهم أن يسألوا: أين نحن؟ الخلاص قد يبدأ بسؤال.. |
|