تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرب الفقراء

البقعة الساخنة
الأثنين 23-4-2012
عدنان علي

الحرب المحدودة التي جرت بين شمال السودان جنوبه في منطقة هجليج النفطية هي صفحة أخرى في سلسلة حروب عقيمة تدور رحاها بين قوى منهكة اقتصاديا وسياسيا تحركها غالبا قوى ومصالح خارجية لا تبالي بمصالح واحتياجات مواطني تلك الشعوب وتطلعاتها نحو الاستقرار والتنمية.

لقد حصدت تلك المعارك في غضون أيام قليلة أرواح مئات القتلى بين الطرفين اضافة إلى خسائر عسكرية كبيرة، فضلا عن تدمير معظم المنشآت النفطية في المنطقة التي تؤمن نسبة كبيرة من احتياجات شمال السودان من النفط بعد ان خسر معظم موارده النفطية بسبب انفصال الجنوب. وتؤكد مصادر عديدة ان قوى خارجية، وتحديدا الولايات المتحدة هي التي تقف وراء تحريك التوتر بين السودانين، وانها دفعت 26 مليون دولار لحكومة الجنوب من أجل اثارة الحرب مع الشمال تحت بند دعم لمشروعات محددة لتمريرها عبر القنوات الرسمية في الولايات المتحدة، وذلك يندرج ضمن خطة أمريكية قديمة ترعاها المندوبة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس الممسكة بملف العلاقات السودانية الجنوبية. وتقضي الخطة بالاستيلاء على هجليج توطئة لمقايضتها بمناطق وملفات أخرى، وخاصة منطقة آبيي النفطية الاخرى التي تجادل حكومة الجنوب أيضا بشأن السيادة عليها، وهي المنطقة التي يعتقد أنها ستكون نقطة التفجر التالية ضمن الملفات التي لا تزال عالقة بين الجانبين بعد تسعة أشهر من انفصال الجنوب، وهي بمثابة ألغام موقوتة قابلة للتفجر في التوقيت الذي تحدده قوى خارجية لا تزال تتلاعب بمصير البلدين، على غرار حروب اخرى كثيرة دارت رحاها في السنوات والعقود الاخيرة في القارة السمراء مثل تلك التي وقعت أخيرا بين اثيوبيا وارتيريا أو التي لا تزال تدور رحاها في الصومال..في سلسلة لا تنتهي من حروب الفقراء المسخرة لخدمة مصالح الاغنياء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية