تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أجل دعم الحرفيين والمصنعين الريفيين... الملتقى الأول «عالضيعة»... منتجاتنا المحلية ثروة وطنية

مجتمع
الأثنين 23-4-2012
متابعة ناديا سعود

من عتمة غاباتنا يولد الأمل بالغد المشرق، ومن خضرة وجمال سهولنا ، وسواعد أبنائنا تنبثق روح الحياة في نفوسنا المتعبة ، ففوق هذه الأرض الطاهرة والتربة المعطاءة بدأ التاريخ، وخرجت أول حبة قمح ذهبية لتبصر النور،

هذا هو الشعب السوري الذي بنى وصنع وزرع وزين الأرض وحولها الى أجمل صورة وأروع لوحة ، واليوم نحن مدعوون للعودة الى الجذور الى الطبيعة الأم لنحافظ على بيئتنا من كل أشكال التلوث ، فالطبيعة هي الأساس، لندافع عنها ونخلصها من التلوث الذي أصابها ونعود الى منتجاتها الطبيعية الخالية من أي اضافات أخرى مضرة بالصحة .‏

وانطلاقا من أهمية المنتجات الصديقة للبيئة، قام متطوعو الأمانة السورية للتنمية، ووزارة الدولة لشؤون البيئة وعدد كبير من المتطوعين والناشطين من المجتمع المحلي والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية،بإقامة الملتقى الأول(عالضيعة) من أجل دعم الحرفيين والمصنعين الريفيين لتسويق منتجاتهم المحلية، وبالتالي تمكينهم اقتصاديا خاصة عندما تتحول هذه المبادرة لاحقا إلى شبه وطنية في كافة المحافظات السورية، تديرها وتشرف عليها وتستفيد منها المجتمعات المحلية مباشرة.‏

وقد أكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة كوكب الداية،في لقاء خاص على أهمية تسليط الضوء على هذه المنتجات التراثية والمحلية المفيدة للبيئة وللصحة،بالإضافة الى أن موادها الأولية موجودة ومتوفرة لدينا ، وهذه السوق ان شاء الله ستكون البداية ،وسنعمل على زيادة جودة هذا المنتج ليتم وصفه بشكل صحيح داخل وخارج سورية ،فنحن نعتز بهؤلاء المنتجين والمشاركين بهذه الفعالية فلكل منهم ابداعاته وهذه الابداعات السورية بامتياز علينا أن ندعمها ونساعد منتجيها لتسويقها وايجاد فرص عمل اضافية لهم لتحسين دخلهم فهذا هو هدفنا بالإضافة لحرص الوزارة على سلامة المنتج البيئي من أي اضافات مضرة بالصحة فاذا كان هذا المنتج مناسبا بيئيا وسليما صحيا يكون ذا قيمة عالية جدا ،وهذا مانجده في كافة دول العالم التي تهتم بالمنتج الصحي لما له من قيمة مادية وغذائية وصحية .‏

وبينت د.الداية أهمية اللصاقة البيئية التي توضع على المواد السليمة بيئيا التي ليس لها منعكسات سلبية لا على الصحة ولا على البيئة ، لنعرف المواطن بالمنتج الصحي ،ليس فقط الزراعي والمنتجات المصنعة بشكل بسيط انما أيضا المنتجات المصنعة الكترونيا مثل البرادات والغسالات .....وغيرها من الأجهزة المنزلية ..والأجهزة الصناعية ،التي تتوفر فيها الشروط البيئية لتكون آمنة، فنحن نملك خطة عمل في هذا المجال وسنعمل عليها.‏

الهدف من التسويق:‏

وقد اشار الدكتور أكرم عيسى درويش مستشار وزيرة البيئة لشؤون التنوع الحيوي والمحميات، لتميز هذا النشاط،فهي المرة الأولى التي يقام فيها سوق من هذا النوع لتسويق المنتجات البيئية المحلية، من انتاج المجتمع السوري الذي يعيش بالقرب من الطبيعة والغابات والمناطق الحيوية،فالغاية من هذا المعرض التعريف بالمنتجات البيئية،ليكون لها سوق ويتم اشهارها وابراز جودتها، فهي يدوية الصنع وصديقة للبيئة لأنها لا تحتوي على أي مواد لا عضوية كالأسمدة والسموم، فهي طبيعية مئة بالمئة.وأضاف السيد درويش نحن نعلم أن المجتمع المحلي يعيش بالقرب من الغابات والمناطق الطبيعية ويعتمد عليها فيأخذ منها الخشب للدفء والنباتات الطبية ليتداوى بها،ويأخذ جزءاً من الغابة ليزرع مزروعاته، وإذا بقي اعتماده بهذه الكثافة على الطبيعة،فمعنى ذلك أن التنوع الحيوي سينتهي،وحتى نخفف هذا التأثير السلبي على التنوع الحيوي، علينا تسويق منتجاته الطبيعية بأسعار مقبولة لرفع مستوى دخله،فهذا سيخفف الاعتماد على الطبيعة وسيكون هناك حماية واستدامة للتنوع الحيوي،لحمايته والحفاظ عليه من خطر الانقراض، لذلك يقول درويش إن مثل هذه النشاطات في غاية الأهمية لتعريف المجتمع المحلي بأهمية الوسط الذي يعيش فيه، ليساهم معنا بحمايته، واعطي مثلا على ذلك :نجد احيانا في بعض المناطق السورية أن دخل المجتمع المحلي دليل للصيادين أي أنه يدل الصيادين على مكان الطيور للصيد وهذا عمل مدمر للبيئة، فقمنا بعمل نوع من السياحة البيئية فبدل دليل للصياد أصبح دليل للسائح البيئي، الذي يحب أن يرى الطيور ولا يقتلها، أي استبدلنا بارودة الصيد بكاميرا لمراقبة الطيور،صحيح أنه بقي يأخذ نقوداً لكنه لم يؤثر بالبيئة،بينما لما كان يأخذ النقود كدليل للصيادين كان يؤثر بشكل سلبي على البيئة، وبعد فترة ستصبح البيئة بلا طيور، وهكذا نجد أن الغاية الرئيسية لأمثال هذه المنتجات هو توعية الناس والمجتمع المدني بأهمية هذه المنتجات،حتى لو كانت أغلى قليلا، لكنها أكثر صحية ومشغولة باليد وجودتها ومتانتها مضمونة، بالإضافة لجماليتها،فعندما نشتري هذه المنتجات نحمي الأمن الغذائي مستقبلا،ونخفف التأثير السلبي على الغابات والشواطئ والبادية والمناطق السهلية، وبالتالي استدامة مقومات الوجود البشري.‏

ويرى المهندس بلال الحايك مدير التنوع الحيوي والأراضي والمحميات :أن من أولويات مهام وزارة الدولة لشؤون البيئة ووفق القانون الجديد الذي صدر في بداية عام 2012، حماية الموارد الطبيعية ودعم المجتمعات المحلية، التي تهتم بصناعتها المناطق الريفية، فكان الهدف من هذه السوق ايصال المنتجات المحلية إلى نطاق أوسع من ذلك ليكون على نطاق كافة المحافظات السورية، ففي هذه السوق نجد سوقاً للمنتجات البيئية والغذائية والنسيجية، التي هي من صنع المجتمعات المحلية والأهلية، لتعريف كافة شرائح المجتمع بهذه المنتجات،ويضيف بلال ضمن هذه الفعالية سيكون هناك محاضرات وندوات، نتكلم فيها عن تجارب دعم الحكومة السورية للمجتمعات الأهلية في هذا المجال، إضافة إلى التعريف بالتنوع الحيوي والنباتات الطبية والعطرية التي تأخذ حيزا كبيرا في سوق المنتجات الصديقة للبيئة،بالإضافة إلى بعض الفعاليات الأخرى فهناك قاعة للرسوم الضوئية والرسوم الزيتية،ويرافق هذه المناسبة بعض النشاطات الخاصة للأطفال، حيث سنركز على موضوع التوعية البيئية للأطفال ليس فقط الراشدين، حيث سيكون هناك مجموعة أطفال تعلم وتدرب قيماً بيئية لأطفال آخرين من نفس العمر، وستقوم بعض ربات المنازل بطهي بعض الأكلات التقليدية والشعبية في ركن خاص في هذه السوق، وتقديمها بأسعار رمزية لمن يريد تناول هذه الأطعمة، ونحن نأمل أن تكون هذه الفعالية هي البداية، وإن شاء الله سيتكرر هذا الحدث بشكل دائم.‏

اكد الدكتور ماهر بوظو مدير بيئة دمشق على ضرورة تشجيع هذا النوع من الأعمال،فصميم عملنا في البيئة هو العودة إلى الطبيعة الأم، التي لم تلوث بالمواد الكيماوية والأسمدة والمبيدات وبعض الأشياء التي دخلت على حياتنا، واسبوع المنتجات الطبيعية هذا يركز على هذه المنتجات المحلية الخالية من المواد التي لها أضرار سلبية على البيئة والصحة، بالأضافة إلى دور هذه الفعالية الاقتصادي، من خلال تشجيع عمل المرأة وتمكينها، ودعم الأسر اقتصاديا من خلال تأمين دخل للأسرة، من خلال أعمال منزلية بسيطة نقوم بترويجها، فهذا النوع من الأعمال موجود في بلدنا بكثرة ولكن يحتاج إلى من يشجعه ويروج له حتى يظهر للعلن، ويأخذ فرصته للنجاح، وهذه هي البداية واتمنى أن تكون هناك خطوات أخرى نركز عليها في هذا المجال.‏

بعض نشاطات الملتقى:‏

-حرفة النقش:يقول لنا السيد أحمد راتب ضغمي عضو مجلس الإدارة للجنة الحرفية للصناعات اليدوية: هذه الحرفة الشرقية قديمة جدا وهي من تراثنا الذي نعتزبه، وعلينا المحافظة عليه وإعادة إحيائه من جديد بطريقة عصرية، فنقوم بالنقش على الخشب والصدف والنحاس، ونعيد تصنيع بعد القطع الأثرية القديمة، مثل( كباس الماء والجرار والرحى وببورالكاز والأواني المنزلية القديمة و الفوانيس ) فننقش عليهاونضع عليها قطعاً نحاسية شرقية ونطورها بطريقة فنية حديثة لنعيد تحديث القديم حتى لا ننساه،بالإضافة إلى أننا نصنع الخشبيات والمفروشات الشرقية والصدفية وكل ما يتعلق بالصناعات اليدوية، وقد شاركنا في العديد من المعارض، كمعرض دمشق الدولي وسنشارك في معرض القلعة، بإضافة إلى مشاركتنا في معرض طهران الدولي الذي حصلنا فيه على المرتبة الأولى، فسورية مختصة بهذه الصناعات القديمة ولا تحتاج سوى لقليل من الدعم والتشجيع.‏

حرفة الخزف: يرى السيد فادي كشيك وهو حرفي في مجال الخزف السوري أن هذه المهنة قديمة جدا وقد أهملت في فترة من الفترات لكنها الآن تعود لألقها ومجدها من جديد، ونحن الآن نحاول احياء هذا التراث القديم بنفس الخطوات القديمة من خلال تقديم أعمال فنية جميلة،فنأخذ الرسمات والزخارف القديمة ونضيف عليها بعض الرسمات الحديثة، صحيح أننا نواجه في هذه المهنة بعض الصعوبات ولكننا نستمتع بها، فهناك إقبال كبير عليها وخصوصا من السياح.‏

الأعمال اليدوية: تقول السيدة لينا هداية لدينا أربعة مراكز تنموية لصناعة الأعمال اليدوية مثل (أغطية الطاولات والمفارش ...وغيرها) ويعود ريع هذه الجمعية إلى الأسر الفقيرة وطالب العلم.‏

أما السيدة سوسن علي محمدية: نقوم بالرسم والنقش على الزجاج والقماش والخشب والرمل، فنحن ثلاثة كوادر نعمل مع بعضنا البعض أعمالاً يدوية ونستخدم ألواناً خاصة بالزجاج والرمل وقد شاركنا بالعديد من المعارض ، فأعمالنا الحمدلله لها دائما لها أصداء إيجابية.‏

السيدة ندى الحموي تملك محل خياطة وتصميم أزياء، وقامت بتصنيع أكياس قماشية صديقة للبيئة بدل النايلون، بالإضافة إلى انها تصنع العلب وبعض القطع الفنية، من بعض الأشياء القديمة.‏

كارولين جوزيف قسقور خبيرة بالأمانة السورية للتنمية، مشاركة بمعروضات فنية جميلة، حيث قامت مع بعض المبدعين باستخدام مدورات علب السمنة في صناعة قطع فنية غاية في الروعة، بلأضافة إلى استخدامهم مخلفات الطبيعة كالقطع الخشبية في أشكال فنية رائعة.‏

وقامت السيدة أنيسة صيداوي من الجمعية السورية للبيئة بعرض منتجات الحديقة البيئية التي أنشأت سنة1999 ولكن لم تشتهرإلا في شهرآب سنة 2001 وتحتوي أنواعاً رائعة من الزهور السورية كالأقحوان والمنتور وزهرة الحب واللافند الذي نستخدمه لمحاربة التسوس في أغراض التخزين وهناك أنواع أخرى من الزهوركالنارنج والزهور الشامية المتنوعة،ونحن بحاجة لتعريف الناس بغنى بلادنا وتنوعها النباتي.‏

أخيرا:‏

نجد أهمية هذا الملتقى في تطوير الأسواق الداخلية والخارجية، وتوسيع القاعدة التفاعلية للتنمية في المجتمع،من خلال دعم المبادرات وتشجيع المتطوعين وتعزيز دور المجتمع المحلي والقطاع الخاص للمشاركة الفعالة في تطوير المنتجات الصديقة للبيئة ودعم منتجيها.وتطوير الانتاج الريفي والترويج لها، وإظهار التنوع والبعد التراثي البيئي المحلي،وايجاد بدائل ممكنة لتوليد الدخل ودعم المشاريع الصغيرة خاصة في الريف، بالإضافة لتشجيع نمط الحياة الصحية،والانتقال من نمط الحياة الاستهلاكية إلى نمط الحياة الانتاجية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية