تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفعالية الرابعة ليوم اليتيم العربي..المشاركون: التعامل مع الأطفال يعلمنا فن التواصل...

مجتمع
الأثنين 23-4-2012
علاء الدين محمد

إن حرمان الطفل من والديه لا يعني أن يفقد الرعاية الكريمة والعيش الرغيد، والحياة المليئة بالفرح والحب والسعادة.

من هذا المنطلق قامت مديرية ثقافة الطفل وأصدقاؤها من المختصين بالعمل المخلص على مدى شهري شباط وآذار مع أطفال بعض دور الأيتام في دمشق وريفها في مجالات الرسم والتصوير الضوئي والمسرح التفاعلي ومسرح العرائس والسرد القصصي والفضاء والكون لتقديم نتاج أعمالها ضمن فعاليات يوم اليتيم العربي، نشاطات متعددة ومتنوعة لهؤلاء الأطفال تنقلت بين التدوير والكولاج والصلصال، والرسم على الفخار وتشكيل فني بالبالونات، وأيضاً هناك عرض مسرحي استعراضي شاركت فيه مجموعة من الفتيات الصغيرات من فرقة أطفال أجيال للمسرح الراقص، وعزف موسيقي واستعراض مهرجين، ودمى لشخصيات كرتونية.‏

على هامش الفعالية كانت لنا وقفة مع عدد من المشاركين:‏

نسرين الشوا مشرفة تربوية وتعليمية بدار الأمان للأيتام الإناث أشارت إلى أن هناك تنسيقاً بين وزارة الثقافة ودار الأمان بخصوص يوم اليتيم العربي حيث ارتأت الوزارة اختيار الدار لافتتاح الفعاليات المتعددة من رسم- تصوير ضوئي- مسرح عرائس- مسرح تفاعلي- سرد قصصي.. علماً أن مديرية ثقافة الطفل زودت الدار باختصاصيين لكل من هذه الفنون المتنوعة والإشراف عليهم، كما شارك عدد من الفتيات بفقرة رئيسية اسمها أنشودة الدار التي تحدثت عن الدار واليتيم وتضمنت عبارة شكراً لكل المتعاونين معنا والذين مدَّوا يدَّ العون لنا، وأضافت الشوا أن لهذه الفعالية وهذا النشاط أثراً كبيراً في نفوس وعقول بنات الدار، حيث أدخلت الفرحة إلى قلوبهم من خلال التواصل مع الآخر وشعورهن بالاهتمام بهن ورعايتهن.‏

نافذة للحرية‏

أما الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل المشرفة فنياً على ورش الأطفال أوضحت أن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة للتعبير عن أنفسهم، لذا من واجبنا الاهتمام بهم ورعايتهم، والرسم بالنسبة لهم في هذا العمر هو نافذة للحرية تعبر بشكل أو بآخر عن مشكلاتهم وعن الأشياء التي يفكرون بها، وليس من أجل أن نخلق منه فناناً، إنما الهدف هو إعداد إنسان يعبر عما يريد بحرية، بالتالي من خلال الرسم نستطيع أن نكتشف مشكلات الأطفال ومعاناتهم إضافة إلى مواهبهم وإبداعاتهم، وأضافت أن التعامل مع الأطفال يغنينا نحن الكبار أكثر مما نحن نغنيهم، لهذا أقول إذا فكرنا أن نبدع نحن فعلينا التفكير بالأطفال ومحاكاتهم لأنهم يخلقون لنا فضاءات جديدة، بالتالي أنا سعيدة جداً بالتعامل معهم، أستفيد منهم وأفيدهم قدر المستطاع.‏

سرعة في التعليم‏

خوشاف ظاظا ممثل ومحرك دمى. أوضح أن مشاركته وتعاونه مع الأطفال تجلت في كيفية تعليمهم صناعة الدمى وتحريكها، لأن التحريك له قواعد محددة والتصنيع له مواده سواء أكانت أدوات من المواد الموجودة في المطبخ أم أي غرض قديم يمكن الاستفادة منه في تصنيع الدمية وخاصة المواد والقطع القماشية، وأضاف ظاظا أن لكل دمية طريقة للتحريك، وهذه الأعمال تحرك الطفل وتحرض عقله وتحفزه على التفكير لأن الهدف الأساس من هذه الأنشطة هي بالدرجة الأولى تنشيط ذاكرة الأطفال، فمن خلال هذه الأعمال وتعاوننا معهم وجدنا تفاعلاً كبيراً وحماسة وإصراراً وسرعة في التقاط الفكرة بشكل صحيح وتعلمها، وهذا ما يشجعني على الاستمرار في التعاون معهم.‏

الطفولة مصدر الحب‏

باسل حمدان مدرس تربية فنية يقول: هدفنا من هذا النشاط هو إضفاء جو من الفرح والمرح في قلوب الأطفال الأيتام والإشراف على عملهم ضمن ورشات عمل فنية بحيث ندعهم وشأنهم في اختيار الموضوع الذي يرونه مناسباً فيرسمون ويلونون كما يرغبون، والحقيقة أننا نستمتع برسوماتهم ونرى فيها الكثير من الأفكار الجميلة والمعبرة عما يجول في خواطرهم، فالطفولة عالم سحري يتعلم منه الإنسان أشياء كثيرة ممتعة ومفيدة في آنٍ معاً، فغاية سرورنا عندما نرى الفرحة تعلو وجوههم والبسمة طافحة بالشكر والامتنان للتواصل والتعاون، عيونهم تقول هذا، ونحن لا نريد أكثر من هذا، فكل الحب لهؤلاء الأطفال لأنهم مصدر كل حب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية